497

Mecmu

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

مسألة[في قوله تعالى قل اللهم مالك الملك..]

ثم سأل بعد ذلك عن معنى قوله تعالى: ?قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير?[آل عمران: 26] ثم تكلم على الآية إثباتا ونفيا.

الجواب عن ذلك: إن التعرض بالكتاب العزيز زاده الله عزا وشرفا لا يجوز إلا بعد معرفة واستدللنا بكلامه على أنه منها عاطل ، ونحن نذكر تلك الأمور على سبيل الجملة الذي يحتمله الكتاب.

قلنا: لا بد أن يكون عارفا باللغة؛ لأن الكتاب العزيز كما قال تعالى: ?بلسان عربي مبين?[الشعراء:195] وهذان النوعان عماده، ولا بد أن يكون عارفا بتوحيد الله سبحانه إثباتا ونفيا، وما يجوز عليه وما لا يجوز ، وما يجوز أن يفعله وما لا يجوز أن يفعله، فإذا عرف ذلك صح منه الكلام له، وجاز له التعرض وجوابه: أنا نسأله ما هو؟ فإن فسره بما هو من فعل الله أو بما يجوز أن يفعله.

قلنا: أصبت، وإن فسره بالظلم والقبيح من أخذ الأموال بغير حقها ووضعها في غير مستحقها، وبسفك الدماء، وركوب الدهماء.

قلنا: الله سبحانه يتعالى عن ذلك إذ هو حكيم وأفعاله كلها حسنة، ليس فيها ظلم ولا عيب ولا سفه ولا شيء من القبيح؛ ولأن هذه الأمور يجب على الكل إنكارها وتخطئتها ، ولو كانت فعلا لله سبحانه لوجب قبولها والرضى بها.

Sayfa 88