Mecmu
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Türler
وقول المطرفي أنه لنا اختياري فهو بناء على أصله الفاسد: أن علوم العباد اختيارية، وعندنا أنها تنقسم إلى ضروري واختياري وليس هذا موضع تفصيله والآثار في أن هذا القرآن الذي بين أظهرنا هو القرآن ظاهرة متواترة من أنه المعلوم من دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة فجرى مجرى الأصول، كعلمنا أن البيت الذي يجب الحج إليه والطواف به هو الكعبة حرسها الله تعالى، فلو أن إنسان قال هو غيره لكفرته الأمة، ومن ذلك إجماع الأمة على أن هذا الموجود بين أظهرنا حجة لنا وعلينا هو كلام الله ووحيه وتنزيله، والإجماع آكد الدلالة، ومن ذلك أنا نفخر على سائر أهل الملل وأمم الأنبياء ببقاء معجزة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بخلاف معجزات الأنبياء عليهم السلام فإنها عدمت عقب وجودها وبعدم الأنبياء عليهم السلام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، وشاهد مصدق، من جعله إمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار)) فهل أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نجعل إمامنا موجودا أو معدوما، ومدحه الأئمة عليهم السلام، وإن شئت أيها المطرفي فإن الخطاب لكافة المسترشدين، رويت خطبة ما تقدمها في الهجرة خطبة واحدة وهي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رويناه عنه بالإسناد الموثوق به أنه قال بعد الخطبة الأولى: ((الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من دينه في قلبه وأدخله في الإسلام، وبعد الكفر وأخباره على ما سواه من أحاديث الناس، أنه أبلغ الحديث وأحسنه، أحبوا ما أحب الله، أحبوا الله بكل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقسى عنه قلوبكم، فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي، وقد سماه خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أولى الناس، الحلال والحرام، واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عهده، والسلام عليكم)) تمت خطبته صلوات الله عليه وآله، وأمثال ذلك من كلامه صلى الله عليه وآله وسلم لا يحصى كثيره فهل حضهم على موجود أو معدوم أيها المدقق، وكلام علي عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام لا تتسع الكتب بذكره، كلام القاسم عليه السلام في كتاب المدحين الكبير والصغير وسوى ذلك.
Sayfa 28