Mecmu
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Türler
مسألة[ في الجنة والنار والشفاعة ]
أهل الجنة هل يشتهون لذاتها والشهوة عذاب، أو لا يشتهون، فكيف يتوصلون إلى اللذة وكيف نورها ولا شمس ولا قمر، وما سماؤها، وكذلك النار مظلمة أم موهنة وما سماؤها، وهل لمن يدخلها خروج بالشفاعة أم لا؟
الجواب في ذلك: إن الشهوة إنما تكون عذابا إذا عدم المشتهى أو عدم تناوله، فأما إذا حصل المشتهى وتمكن منه فما النعمة الكاملة إلا هذا لمن يعقل معاني الأمور .
وأما النور بلا شمس ولا قمر، والكلام في ذلك كالكلام في الشمس والقمر هما نيران بلا شمس ولا قمر لولا ذلك لأدى إلى التسلسل.
الجنة بيضاء منيرة استغنت عن الشمس والقمر، وسماؤها ما شاء الله أن يجعله من الأجسام الشريفة، والنار سوداء مظلمة ليس لله فيها رحمة. روينا ذلك مسندا وسماؤها من النيران والظلم وهي الغواش من فوقهم كما قال سبحانه وتعالى، ولا يخرج منها من دخلها؛ لأن الله تعالى يقول: ?ولا يشفعون إلا لمن ارتضى?[الأنبياء:28]، وهم غير مرتضين، وقال: ?ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع?[غافر:18] فنفاه نفيا عاما وقال: ?وما هم عنها بغائبين?[الإنفطار:16] إلى غير ذلك، فلو خرج لشفاعة أو غيرها لغابوا عنها.
Sayfa 341