Mecmu
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Türler
المسألة الخامسة والعشرون [ هل الإرادة قديمة وقائمة بذاته؟ ]
قال تولى الله هدايته: وهل إذا وجبت الحقيقتان: ذات وإرادة، هل الذات والإرادة معا في القدم، فيكون تعالى مريدا بإرادة قديمة وقائمة بذاته، أو ليس كذلك، وكيف يصح أن يكون القديم سواه شرطا في وجوده حتى يفتقر إلى ما هو به قائم ليكون موجودا بوجوده، وقد استحق حكم القديم الحقيقي، والقدم الحقيقي [القدم] لا يلزمه الافتقار ويستحيل عليه سيما فقد الوجودية، ولهذا لا يكون سواه شرطا في وجوده، إذ لو جاز ذلك لاطرد في قدم الإله تعالى؟
الجواب: قد قدمنا القول في هذه المسألة حيث بينا استحالة كونه تعالى مريدا بإرادة قديمة، وما ذكره من استحالة افتقارها لو كانت [قديمة] إلى الباري تعالى، في وجودها لازم لمن قال بقدمها، وتلزمه أيضا أن يكون مثلا للباري لمشاركتها له في القدم، فلا يكون بأن توجب له صيغة المريد أولى من أن يوجبها لها، فيؤدي كون الفاعل وعلة العلة فاعلا وذلك محال، فما ذكره إنما يلزم الأشعرية ومن قال بقولهم من إخوانهم المجبرة القدرية.
فأما على قولنا في كونه مريدا فلا يلزم ما ذكره بحال من الأحوال.
Sayfa 250