Mecmu
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Türler
[ الدليل على كفر أهل المصانع ]
وسألت: ما الحجة على كفر أهل المصانع، ومنهم من لا يعرف اعتقاد المطرفية، ولا يحب من قال به، وما الطريق إلى العلم إنهم قد تمالوا على حبهم؟.
الكلام في ذلك: إن الدليل على كفر أهل المصانع من وجوه :
من ذلك تماليهم على منع الصدقة، وإظهارهم في المجامع والمحافل بشهادة الثقات أنا في بلاد لا تحتمل الزكاة، فكان ردا لما علم من دين النبي ضرورة وهو كفر بالاتفاق.
الوجه الثاني: متابعتهم للشقي المشرقي وإخوانه المطرفية، والله عز من قائل يقول حاكيا عن إبراهيم عليه السلام: ?فمن تبعني فإنه مني?[إبراهيم:36]، فجعل حكم تابعه حكمه، والظاهر من أهل المصانع المتابعة للمشرقي الشقي، والمطرفية المرتدة الغوية، فلا وجه لمعرفة اعتقاد المطرفية ومحبتهم؛ لأن من ظاهر الكافر وجعله إماما فهو كافر، وسواء كان محبا له أو مبغضا متدينا بدينه أو مقلدا، ولا يحتاج إلى العلم بأن الكل من المصانع قد تمالوا على حب المشرقي والمطرفية يكفي في ذلك حب الأكثر وظهور الحال في المتابعة؛ وهذا معلوم ضرورة أن الكل تلقاه بالقبول، وأظهر البشر به والبشاشة، وتحملوا المؤن في حقه، وأنفقوا طائفة من أموالهم في تقوية ضلاله وكفره، فما بقيت الحاجة إلى الإحاطة بعلم أحوالهم مغطة وجه، والحكم للظاهر والأعم للأكثر ونحن نعلم بتواطؤ الآثار أنه قد كان بقى في دار الشرك من يحب النبي محبة شديدة كبني هاشم المتخلفين عن الهجرة ومن قال بقولهم، وكخزاعة فإنهم كانوا عيبة سر رسول الله مسلمهم وكافرهم، ومعلوم أن رسول الله لم يفرق بين أحكامهم وأحكام المشركين، بل جعل الحكم واحدا.
Sayfa 162