Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Türler
باب الرد على الثنوية عبدة النور والظلمة
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما السلام: فإن رجع إلى قول الثنوية فقال: وما أنكرتم من أن تكون هذه الأشياء أحدثها اثنان سميعان بصيران عالمان، فالنور يخلق كل خير، والظلمة تخلق كل شر ومكروه وضير(1)، وليس ذلك باختيار ولكن ذلك بطباع أزلية؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك من وجوه شتى أولها:
أنك لا تخلو في قولك هذا من أحد وجهين:
إما أن تكون قلته تظننا وتوهما.
وإما أن تكون قلته بدرك ويقين.
فإن قلت: إنك أدركتهما رأي العين يخلقان أحلت.
وإن قلت: بل ظننت وتوهمت، فقد قال الله عز وجل:{إن الظن لا يغني من الحق شيئا} [يونس:36].
وإن قال: - وهو قائل لا شك - حجتي على ذلك أني نظرت في العالم خيرا وشرا، فقضيت على أن الخير والشر من أصلين (2)، أحدهما فاعل خيرا، والآخر فاعل شرا، ولا يمكن أن يأتي بالخير من يأتي بالشر، ولا يمكن أن يأتي بالشر من يأتي بالخير؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: قولك هذا تظنن (3) وتوهم، ويستحيل من وجوه شتى أولها:
أنا وجدنا فاعل الخير والشر واحدا، ولو كان كما توهمت لما أحسن محسن، ولا اعتذر مذنب، ولا تاب مخطئ، إذ زعمت أنه لا يأتي بالخير مسيء أبدا.
ودليل آخر
أن الخلق تام متقن محكم، وفيه إبانة صنع محدثه، ومحال أن تكون الحكمة من علة من العلل الطبيعية.
ودليل آخر
إما أن يكونا (4) عند تمازجهما أحدثا (5) الخلق بإرادة منهما.
(وإما أن يكون الخلق حدث بغير إرادتهما)(6).
وإما أن يكون حدث بطبائع (7) تمازجهما.
Sayfa 178