Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Türler
فإن قال: وما أنكرت من أن تكون هذه الأشياء قديمة العين حديثة الأحوال بالقوة الهيولية، وهي الأصلية في لغتنا؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك أشد الإنكار، وذلك أن القديم لا يكون محدثا كما لا يكون المحدث قديما، وقولك: قديم نقضه بين إذا قلت ثم حدث فيه حادث، لأن الحادث لا يجري في قديم، كما لا يجرى القديم في الحادث.
ودليل آخر
أن المحدث فيه إبانة صنع محدثه، ومحال أن يكون للقديم صانع محدث.
ودليل آخر
يوضح فساد قولك (1): قديم العين حديث الأعراض، أن هذا القديم الذي زعمت لا يخلو من أحد وجهين:
إما أن يكون لم يزل ممتنعا من الحدث غير موجود بجميع صفاته.
وإما أن يكون غير ممتنع من الحدث.
فإن كان غير موجود الصفات قبل كونه، وكان غير ممتنع من الحدث، صح أن له خالقا نقله من صفة إلى صفة، حتى أبلغه الغاية التي أراد.
وإن كان لم يزل ممتنعا من الحدث ثبت على امتناعه ودوامه، ولم يجز أن يتغير أبد الأبد عن صفة القديم، لأنه إن تغير إلى صفة الحدث استحال قدمه، ولا يجوز أن يكون القديم مواتا ولا مركبا ولا محدثا، ولا موصوفا بصفة تدل على حدثه، وهذا وجه قد تبين فساده بحمد الله.
- - -
Sayfa 165