Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Türler
وإن قلتم: إنه يعلم الغيب خرجتم من ملة الإسلام، ورجعتم إلى الشرك والآثام، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالاحتجاج على المشركين فقال: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} [الأعراف:188]. وقال:{ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم }[الأحقاف:9]. وقال:{ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت }[لقمان:34]. والحمد لله رب العالمين (1)، وصلى الله على محمد النبي وعلى آله الطيبين وسلم تسليما.
تم كتاب الرد على الملحدين
- - -
كتاب
التوحيد والتناهي والتحديد
كتاب التوحيد والتناهي والتحديد
الحمد لله الواحد (2) الذي لا يوصف بالتعديد، العظيم الذي جل عن التحديد، العدل الذي تنزه عن ظلم العبيد، أحمده حمد متوكل عليه، وأعتصم به اعتصام من أناب إليه، وكيف يوصف بالتعديد من أحصى كل شيء عددا؟! بل كيف يوصف بالتبعيض واحد (3)؟! لما في التبعيض والتعديد، من صفات التناهي والتحديد، وإذ لا بد لكل تعديد من معدد، ولكل تحديد من محدد، ولا بد لكل مفترق أو مجتمع من مفرق وجامع، ومفتطر صانع، لما في الافتراق والاجتماع، من بيان الصنع والابتداع، والله سبحانه بخلاف خلقه المدبرين، ذوي الأماكن المصورين، إذ المصور مضطر إلى مصوره، والمدبر محتاج إلى مدبره، والمقدر غير ممتنع من مقدره، لا ينفك من أماكنه ومواضعه، ولا يقدر على دفع إحاطة علم صانعه، فهو إلى محله مضطر مدفوع، وجهاته وأقطاره تدل على أنه مصنوع.
Sayfa 200