Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Türler
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن الله عز وجل خلق الخلق من غير شيء، لأن القديم لا يتغير ولا يزيد ولا ينقص، ولا يعدم بعد وجود كما لا يوجد بعد عدم، لأنه إن تغير لم يخل من أن يكون تغير كله أو بعضه، والكل والبعض لا يكون إلا متحركا أو ساكنا، والحركة والسكون محدثان، وكذلك لا يفنى إلا الكل أو البعض، والكل والبعض متناهيان مقطوعان، ومحدثان بعد العدم مصنوعان، لأن الكل محدود، والتبعيض عدد معدود، والاجتماع دليل على الجامع، والافتراق دليل على المفرق الصانع، فلو كان أصل الخلق قديما لم يخل من أن يكون خلق الخلق من كله أو بعضه، وفي (1) الكل والبعض نفي القدم، وحدوث العالم بعد العدم، لحدوث (2) الكل والبعض والاجتماع والافتراق والحركة والسكون، فلحدوث الأشياء تفرقت واجتمعت، ولتدبير مدبرها تصرفت وتنقلت، فالحمد لله الذي لا ينقص ولا يزيد، ولا يبطل ولا يبيد.
مسألة
فإن قال: لم خلق الله الخلق؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن الله سبحانه خلق الخلق لإظهار حكمته.
مسألة
فإن قال: فلم أظهر الله حكمته؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن إظهار الحكمة حسن، وإظهار الحسن خير من تركه.
مسألة
فإن قال: فلم كلفهم؟
Sayfa 193