Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Türler
باب الرد على الفضائية
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما السلام: فإن رجع إلى قول الفضائية فقال: فإذا أوضحت لي أنه واحد فما أنكرت من أن يكون الفضاء الهواء المكان الذي فيه الأشياء قديما (1)؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك من وجوه شتى:
أحدها: أن الفضاء جسم ضعيف، والخالق لا يكون جسما، ولو كان جسما لما قدر على خلق جسم، والخالق أيضا لا يكون ضعيفا لأن الضعيف مخلوق.
ودليل آخر
أن الفضاء مجتمع موصل ولا بد لكل مجتمع من جامع، ولا بد لكل توصيل من موصل، والله موصله وجامعه، ومبتدعه وصانعه، وأيضا فإنه محدود ولا بد لكل محدود من محدد قطع حدوده وناهاه، وأوضح نهايته وغاياه.
ودليل آخر
أن الهواء موات ولا بد من مميتة ومجمده، ومضعفه ومحدده، ومن هؤلاء الفضائين من يقر بالقرآن (2)، والله يقول عز وجل من قائل: {ولا يحيطون بشيء من علمه} [البقرة:255]. والهواء يدرك ويحاط بعلمه، ويقول سبحانه: {لا تدركه الأبصار} [الأنعام:103]. والهواء فهو المسافة المدركة بين السماء والأرض.
ودليل آخر
أن الهواء ساكن وربما تحرك فهو مضطر إلى الحركة والسكون، ولا بد له من صانع اضطره إليهما وبناه عليهما.
ودليل آخر
أن كل ما لم (3) ينفك من الحركة والسكون فهو محدث، لأنهما محدثان يكثران ويقلان، لأن الهواء قد طال مقامه فيما مضى من الأزمان، والأزمان محدثة بأبين البيان، لأن ما مضى منها فلم يعدم إلا بعد حدوثه ساعة بعد ساعة، وتلك الساعات فقد عدم جميعها بعد حدوثها كلها، وللكل نهاية وغاية، وهو لم ينفك منهما ولم يكن قبلهما، وإذا لم يكن قبلهما فهو في الحدوث مثلهما، نسأل الله المغفرة والهدى، ونعوذ به من الحيرة والردى.
- - -
باب المعرفة
فإن قال: فما الدليل على معرفة الخالق وأين هو؟
Sayfa 184