22

Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah

مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية

Yayıncı

دار إحياء التراث العربي

Yayın Yeri

بيروت

اليهود والنصارى فإن فيهم من يجوز أن غير التي أفضل من التي، كما قد يقوله في الحواريين، فإنهم عندهم رسل، وهم يقولون أفضل من داود وسليمان بل ومن إبراهيم وموسى، وإن سموهم أنبياء إلى أمثال هذه الأمور. ولم يكن السلف يقبلون معارضة الآية إلا بآية أخرى تفسرها وتنسخها، أو بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تفسرها. فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين القرآن وتدل عليه وتعبر عنه، وكانوا يسمون ما عارض الآية ناسخاً لها، فالنسخ عندهم اسم عام لكل ما يرفع دلالة الآية على معنى باطل، وإن كان ذلك المعنى لم يرد بها وإن كان لا يدل عليه ظاهر الآية بل قد (١) وقد فهمه منها قوم فيسمون ما رفع ذلك الإبهام والأفهام نسخاً (١) هذه التسمية لا تؤخذ عن كل واحد منهم وأصل ذلك (١) في الأذهان من ظن دلالة الآية على معنى لم يدل عليه سمى هؤلاء ما يرفع ذلك الظن نسخاً، كما سموا قوله: (فاتقوا الله ما استطعتم) ناسخاً لقوله: (فاتقوا الله حق تقاته) وقوله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ناسخاً لقوله: (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) وأمثال ذلك مما ليس هذا موضع بسطه.

إذ المقصود أنهم كانوا متفقين على أن القرآن لا يعارضه إلا قرآن لا رأي ومعقول وقياس، ولا ذوق ووجد وإلهام ومكاشفة.

وكانت البدع الأولى مثل بدعة الخوارج، إنما هي من سوء فهمهم القرآن لم يقصدوا معارضته لكن فهموا منه ما لم يدل عليه فظنوا أنه يوجب

(١) هكذا بياض بالأصل.

22