146

[رأي المؤلف في من يدعي علم الغيب]

وأما قوله: مارأي المؤلف في الذي يدعي علم الغيب إلى يوم القيامة أو يدعي ذلك للغير؟

فالجواب: أما دعوى علم الغيب من غير طريق الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعوى باطلة وصاحبها مفتر كذاب وراد لما أنزل الله تعالى وأما التصديق بما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من علم الغيوب الماضية والمستقبلة فهو صريح الإيمان ومن كذب بشيء منه فهو كافر بالله تعالى جاحد راد لما علم من الدين ضرورة. وقد قال تعالى: ((ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك)) [يوسف:102] وقد أخبر الله تعالى من علم الغيوب بمالايحصى، من ذلك قوله عز وجل: ((وهم من بعد غلبهم سيغلبون {3} في بضع سنين)) [الروم:2-3] وقوله: ((ليظهره على الدين كله)) [الفتح:28] وقوله: ((سيهزم الجمع ويولون الدبر)) [القمر:45] وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله لعمار رضي الله عنه: ((تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة (وفي رواية للبخاري: يدعوهم إلى الله) ويدعونه إلى النار)) الخبر المتواتر المجمع على صحته.

Sayfa 141