Faydalar Koleksiyonu
مجمع الفوائد
Türler
وقد مضت سنة الأولين في سالف الأمم من عصيان أكثر الخلق للأنبياء وبغيهم على الأوصياء وحسدهم لذراري الأنبياء، وعدم انقيادهم لحجج الله ووقوفهم عند حدود الله، وقد حكى الله عنهم ذلك ووبخهم عز وجل بمثل قوله تعالى: ((أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)) [النساء:45] فسلكت هذه الأمة تلك المسالك، وهلكت في مهاوى تلك المهالك.
قال الإمام السابق الحسن بن علي الأطروش صلوات الله عليه:
وأن أمتنا أبدت عداوتنا .... أن خصنا من عطاء الله تفضيل
إذا ذكرنا بفضل أو بعارفة .... صاروا كأنهم من غيظهم حول
حقها أخطأت ورشدها أضلت، وكيف لا وقد فارقت خيرة الله من سلالة إسماعيل وحملة حجته من ذوابة إبراهيم الخليل، من كللهم الله بأكاليل النبوة في الابتداء وسربلهم بسرابيل الإمامة في الانتهاء. واعلم أن من أعظم مايحصل به التغرير والتزوير ويكون منه التأثير الكبير تعمية من يتلبس بالدين ويوهم أنه من أهل التقوى واليقين والتمسك بالأئمة الهادين، قال الوصي صلوات الله عليه: وآخر قد سمى نفسه عالما وليس بعالم، فاقتبص جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال، ونصب للناس أشراكا من حبائل غرور وقول زور، وقد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحق على أهوائه، يؤمن من العظايم ويهون كبير الجرائم، يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع، ويقول أعتزل البدع وفيها اضطجع. انتهى.
ولقد نزغت في زماننا هذا نوازع الجهالات، وبزغت فيه بوازغ الضلالات، ولم تزل كذلك في كل زمان إلا أنها كلما هدرت شقاشق الشيطان قطعتها بواتر قرناء القرآن، ونحن أصبحنا في دهر كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: القائل بالحق فيه قليل، واللسان عن الصدق كليل.
ولله السيد العلامة الهادي بن إبراهيم الوزير حيث يقول:
Sayfa 102