295

============================================================

وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : (لقد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وما أرى إلا أن ابن مسعود من أهله) وعن القاسم بن عبد الرحمان قال : كان ابن مسعود ئلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم نعليه، ثم يمشي آمامه بالعصا، حتى إذا أتى مجلسه.. نزع نعليه، فأدخلهما في ذراعيه، وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم آن يقوم.. آلبسه نعليه، ثم مشن بالعصا أمامه، حتى يدخل الشخرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعن عبد الرحمان بن يزيد قال : أتينا حذيفة رضي الله عنه، فقلنا له: حدثنا بأقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا ودلا؛ نأخذ عنه ونسمع منه، فقال : كان أقرب الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا ودلأ عبد الله بن مسعود ، حتى يتوارى عنا في بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفي(1) .

وعن الأعمش، عن ابراهيم ، عن علقمة قال : جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال : يا آمير المؤمنين؛ جئت من الكوفة، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب، فغضب عمر، وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل(2)، فقال : ومن هو ويحك ؟ قلت : عبد الله بن مسعود، فما زال يطفيء غضبه ويسير عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال : ويحكا والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو آحق بذلك منه، وسأحدثك عن ذلك : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمو عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من امور السلمين، وإنه سترعنده ذات ليلة وأنامعه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجتا معه، فإذا رجل قاتم يصلي في المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته، فلما كدنا نعرفه. . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يقرا القرآن رطبا كما أنزل. . فليقراه على قراءة ابن آم عبد"، قال : ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: "سل.. تعطه، سل.. تعطه"، قال عمر : قلت : والله؛ لأغدون عليه، فلأبشرنه، قال : فغدوت عليه لأبشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني اليه فبشره، ولا والله؛ ما سابقته إلى خيرقط . . إلا سبقني إليه)(3) .

(1) اخرجه أحمد(289/0).

(2) شعبة الروجل : هي قرن الرجل؛ اي : مفرق رأسه.

(3) أخرجه الحاكم (246/2) .

Sayfa 295