285

============================================================

ومنهم الإمام : زيد بن حارثة رضي الله عنه روين أبو الفرج - رحمه الله تعالى - قال : كان زيد بن حارثة رضي الله عنه قد زارت أمه قومها وزيد معها، فأغارت خيل في الجاهلية، فمروا على بني معن، فاحتملوا زيدا، وهو يومئذ غلام يفعة(1)، فوافوا به سوق عكاظ، فعرضوه للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام رضي الله عنه لعمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بأربع مثة درهم، فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهبته له، فحج ناس من كعب، فرأوا زيدا، فعرفهم وعرفوه، فانطلقوا، فأعلموا أباه، فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه فقدما مكة، فسألا عن التبي صلى الله عليه وسلم، فقيل : هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا : يا بن هاشم، يا بن سيد قومه؛ آنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جيناك في ابننا عندك، فامنن علينا، وأحسن الينا في فداته؛ فإنا سنرفع لك في الفداء، قال: "ما هو ؟ " قالوا : زيد بن حارثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فهلأ غير ذلك؟"، قالا : وما هو ؟ قال : "أدعوه فخيروه، فإن اختاركما. . فهو لكما بغير فداء، وإن اختارني. . فوالله؛ ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا"، قالوا : قد غمرتنا بالعدل والإحسان، فدعاه، فقال : " هل تعرف هلؤلاء؟ " قال : نعم؛ هذا أبي وهذا عمي، قال : ل فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما" ، فقال زيد : ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني بمكان الأب والعم ، فقالوا : ويحك يا زيدا اتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟1 قال : نعم ؛ قد رآيت من هاذا السيد العظيم شيئا ، فما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.. أخرجه إلى الحجر، وقال : "يا من حضر؛ اشهدوا أن زيدا ابني"، فلما رأي ذلك آبوه وعمه.. طابت آنفسهما، وانصرفا، فدعي زيد ابن محمد، حتن (1) فلام يفعة : قارب الاحتلام .

Sayfa 285