============================================================
ثم قال أبو الفرج في رواية أخرى : إنه لما حمل المال إليه. . قال : ( إن رجلا تبيت هذذه عنده في بيت، لا يدري ما يطرقه من الله سبحانه وتعالى.. لغرير بالله عز وجل) ولم يم، وجعل رسوله يختلف بها في سكك المدينة... حتى آسحر وما عنده منها درهم انتهى ["الصفوة143/14) .
وقال شيخ الإسلام النووي- قدس الله روحه- : طلحة أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد الصديق رضي الله عنه، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وهو من المهاجرين الأولين، وقد قدمنا أنه لم يشهد بدرا، ولككن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وآجره كمن حضر، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وروي لطلحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وثلاثون حديثا، اتفقا منها على حديثين، وانفرد البخاري بثلائة(1).
قتل رضي الله عنه يوم الجمل، لعشر خلون من جمادى الأولى، سنة ست وثلاثين، وهذذا لا خلاف فيه، وكان عمره أربعا وستين سنة، وقيل غير ذلك، وقبره بالبصرة مشهور، يزار ويتبرك به روى عنه بنوه موسى وعيسىن وخلائق غيرهم من التابعين، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن آبي وقاص وذكر ابن قتيبة في " المعارف 4[229) : أن طلحة رضي الله عنه دفن بقنطرة نرة(2)، فرأته ابنته عائشة بعد دفنه بثلاثين سنة في المنام ، فشكا إليها النز، فأمرت به، فأخرج فوجد طريا، فدفن في داره في البصرة.
وذكر غيره : آنهم حين حولوه. . قال الراوي : كأني أنظر إلى الكافور في عينيه، ولم يتغير إلا عقيصته (2)، فانها مالت عن موضعها، واخضر شقه الذي يلي الأرض من نز الماء، فاشتروا له دارا من دور آبي بكرة بعشرة آلاف درهم، فدفن فيها، رضي الله عنه وأرضاه. انتهى (" التهذيب"251/1) .
(1) في التهنيب* : (انفرد البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة) (2) نزة : ذات نز ، والتو : هو الماء المتحلب من الأرض: (3) مي ضفيرة الشعر، أو الخصلة منه
Sayfa 253