============================================================
مجاب الدعوة، وكان قد دعا لجيشه بالسلامة والنصر، فاستجاب الله تعالى دعوته فسلمهم ر ولم يحصل لأحد من المسلمين ضرر غير عروة البارقي؛ فإنه كاد أن يزل عن فرسه، فأدركه القعقاع بن عمرو، وأخذ بلجامها، وأخذ بيد الرجل حتى عدله على فرسه، وكان من الشجعان، فقال : عجز النساء أن يلدن كالقعقاع ولم يفقد المسلمون شيئا من أمتعتهم، غير قدح خشب لمالك بن عامر، كانت علاقته رثة، فأخذه الموج، فدعا صاحبه الله عز وجل، فقال : اللهم؛ لا تجعلني من بينهم يذهب متاعي، فرده الموج إلى الجانب الذي يقصدونه فأخذه المسلمون وردوه على صاحبه، وكان الفرس إذا أعيا وهو في الماء. . يقيض الله عز وجل مثل النشر المرتفع، فيقف عليه، فيستريح، حتى إن بعض الخيل ليسير في وسط البحر، وما يصل الماء إلى حزامها.
وكان يوما عظيما، وأمرا هائلا، وخطبا جليلا، وخارقا باهرا ، ومعجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خلقها الله عز وجل لأصحابه رضي الله عنهم لم ير مثلها في تلك البلاد، ولا في بقعة من البقاع، سوى قضية العلاء ابن الحضرمي رضي الله عنه المذكورة ، للكن هذه أجل منها وأعظم ؛ فإن هذا الجيش كان أضعاف أوليك، وكان الذي يساير سعد بن أبي وقاص في الماء سلمان الفارسي رضي الله عنهما، وجعل سعد يقول : حسبنا الله ونعم الوكيل، والله، لينصرن الله وليه ، وليظهرن دينه، وليقهرن عدوه، إن لم يكن في الجيش بني أو ذنوب تغلب الحسنات.
ولما استقل المسلمون على وجه الأرض. خرجت الخيول تنفض أعرافها صاهلة، فساروا وراء الأعاجم، حتى دخلوا المدائن، فوجدوها قد هرب اكثرهم، فقتلوا من بقي منهم، وأسروا خلائق، وآخذوا من الأموال وغيرها ما لا يدرى قيمته، بحيث إنه بلغ نصيب كل فارس اثني عشر ألفا، وكانوا كلهم فرسانا ، وكان مع اكثرهم جنائب(1)، وكانوا ستين ألفا، هاذا كله خارج عن الخمس، وتاج كسرى، وحليج، وثيابه، وبساط ايوانه؛ فإنه أرسل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المدينة يفسمه، فقسمه أمير المؤمنين رضي الله عنه بين المسلمين، بحيث آن نصيب علي بن آبي طالب رضي الله عنه خرج قطعة من البساط قدر شبر، باعها بعشرين ألف دينار ، وما هي بأجود القطع : (1) جناتب : جع جتيبة، وهي : الدابة تقاد إلى الجنب من الخيل وغيرها
Sayfa 149