كنيته المذكورة، وقد ذكر ابن الفوطيّ أنّ ابنه أبا سهل تزوّج بنت قطب الدين سنجر بن عبد الله الرومي الصاحبيّ. ومن الثابت عندنا أنّ ابن الفوطيّ ولدت له بنت بمراغة، ثمّ تزوّجها رجل خراساني مؤدّب اسمه علي بن عمر فولدت له مولودا سماه عمر، وكنّاه أبا المجد، ولقبه مجد الدين. قال ابن الفوطيّ في تلخيص سيرته: «مجد الدين أبو المجد عمر بن علي بن عمر الخراساني ثمّ المراغي المؤدّب ... أبو المجد سبطي، ولد بمراغة سنة ثمان وسبعين وستمائة ...».
وإذا حسبنا أنّ كلمة الولد تعني «الابن» في ذلك العصر وبعض ما قبله وبعض ما بعده، وكما استعمله هو وآخرون قبله يثبت عندنا أنّه كان له من الأولاد الذكور أكثر من اثنين، فقد قال في بعض التراجم: «وقد كتب الإجازة لي ولأولادي سنة ثمان وسبعين [وستمائة]».
وقد ذكر ابن الفوطيّ مرارا رجوعه إلى بغداد سنة ٦٧٩ هـ؛ إلاّ أنّه لم يذكر أنّه استصحب عائلته إليها، بل ذكر أنّه احتاج الى نفقة لعياله بمراغة؛ فأنفذ الى بعض الفضلاء بكتب من كتبه، ليرهنها عنده على عشرين دينارا؛ فأعاد إليه الكتب والدنانير تفضّلا منه.
كان رزق ابن الفوطيّ ممّا يجري عليه وهو طالب علم، وخازن كتب الرّصد، وناسخ ومورق للهوين المعنيّين بالكتب؛ فقد ذكر أنّه نسخ بمراغة سنة ٦٦٦ هـ كتاب «الزّبدة (١) الطبّيّة» المجدول. وكان يتجر بالكتب فيشتريها ويبيعها، ولم يكن ذا سعة في الرّزق في مراغة، ولا في غيرها من البلدان التي أقام فيها، وقد ثبت عندنا أنّه بعد عوده الى بغداد كان ينسخ الكتب للناس توريقا أيضا، ويستوفي الاجرة للعيش (٢) بها، وهذه القلّة في الرّزق أثّرت في سيرته، وذلك
_________
(١) (جاء في كشف الظنون «زبدة الطبّ للخوارزمشاهي وهو مجلّد يشتمل على حقائق الأبدان الظاهرة ودقائقها الباطنة».وقال ناشره: «هو لزين الدين اسماعيل بن الحسن الحسيني الطبيب المتوفّى سنة ٥٣١ هـ» ولعلّه إيّاه أراد).
(٢) (من الكتب التي نسخها ببغداد كتاب «الأحكام المبنيّة على التنجيم» وهو محفوظ -
1 / 22