وقال أبو صالح الهذيل بن حبيب الأزدي عن مقاتل بن سليمان في قوله تعالى: {إن ربك لبالمرصاد} يعني : الصراط، وذلك أن جسر جهنم -أجارنا الله منها- عليه سبع قناطر، كل قنطرة مسيرة سبعين عاما، على كل قنطرة ملائكة قيام، وجوههم مثل الجمر، وأعينهم مثل البرق، بأيديهم المحاسك والمحاجز والكلاليب، يسألون في أول قنطرة عن الإيمان بالله عز وجل، وفي الثانية عن الصلوات الخمس، وفي الثالثة عن الزكاة، وفي الرابعة عن صوم شهر رمضان، وفي الخامسة عن حج البيت، وفي السادسة عن العمرة، وفي السابعة عن مظالم الناس والقصاص، فذلك قوله عز وجل: {إن ربك لبالمرصاد}.
وفي تفسير هذه الأقسام غير ذلك.
منها: ما علق القاضي عياض في كتابه ((الشفا)) عن ابن عطاء في قوله تعالى:{والفجر} قال: هو محمد- صلى الله عليه وسلم - منه تفجر الإيمان.
وقيل: الفجر: هو انفجار المياه والعيون والنبات من الأرض، والثمار من الأشجار، التي لو اجتمع الخلائق على إخراج قطرة ماء من حجر لما قدروا عليه، [ولو اجتمعوا على إخراج ثمرة من شجرة لما قدروا عليه]، ولا يقدر على ذلك إلا الرب القادر على كل شيء سبحانه وتعالى.
ذكره طاهر الحدادي في كتابه ((عيون المجالس)).
ثم قال: ((وشاهد ذلك القول حكاية وجدتها في بعض الكتب أن رجلا استلقى تحت شجرة فنظر إلى أوراق تلك الشجرة في الحسن فخطر على قلبه: من أورق هذه الشجرة؟ فوقعت على وجهه ورقة مكتوب عليها: أخرج الورق من الشجرة من شق على الوجه البصر)).
Sayfa 138