دراسة تحليلية
تراث عبد الله النديم الفكري متعدد الجوانب فمنه التراث الصحفي وهو ما كتبه النديم من مقالات في صحفه الثلاثة التي أسسها وحملت اسمه والمسماه "التنكيت والتبكيت" و"الطائف" و"الأستاذ" وما كتبه أيضًا في صحف عصره مثل "العصر الجديد" و"التجارة" و"مصر" و"المحروسة" ومنه مؤلفاته (١) التي تفتقت عنها قريحته خصوصًا خلال الأزمات السياسية التي تعرض لها سواء أثناء إختفائه داخل قرى مصر ونجوعها حوالى عشر سنوات حيث ألف كتابه المعنون "كان ويكون" ومخطوطه المعنون "تاريخ مصر في هذا العصر" أو في أثناء وجوده في منفاه داخل عاصمة الدولة العثمانية حيث ألف "المسامير" في هجاء أبو الهدى الصيادي يضاف إلى ذلك ما جمعه عبد الفتاح نديم من تراث أخيه ونشره تحت عنوان "سلافة النديم في منتخبات السيد عبد الله النديم" ومنها خطبه المتعددة سواء التي ألقاها قبيل الثورة العرابية أو خلالها، ومنها وثائقه الخاصة بدوره في التمهيد للثورة العرابية وخلالها، ودور الجهاز المشرف على اختفائه بعد انتكاسة الثورة، وتخبط أجهزة الحكومة في تحرياتها على النديم هذا بالإضافة إلى مراسلاته إلى عرابي بعد نفيه إلى سيلان والخاصة بضرورة توحيد الكلمة ولم الشمل بينه وبين زملائه في النفي.
ومع أن هذا التراث يمثل ذخيرة فكرية وقومية هامة لأحد الرجال الذين لعبوا دورًا هامًا وحيويًا في تاريخ مصر، فإنه كاد يبلى مع عوامل الزمن وأهوائه، ومن هنا فقد رأى مركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر جمع هذا التراث وتقديمه إلى الناطقين بلغة الضاد مذيلًا بمقدمة تحليلية مني لكل قسم منه.
_________
(١) عن هذه المؤلفات انظر:
عبد الفتاح نديم: سلافه النديم في منتخبات السيد عبد الله النديم ج ١ القاهرة - مطبعة هندية. الطبعة الثانية ١٩١٤ ص ٢٠ - ٢١.
1 / 5