الدين الإسلامي والتوحيد
تابع ما قبله
أسس هذا الدين على أصول وفروع، أما أصوله فتوحيد الله ﷿ وتصديق الرسول ﷺ فيما جاء به وهذا (أي التوحيد) هو الأصل الذي ترجع إليه سائر الأصول، والقطب الذي تدور حوله جميع أفلاك العقائد الدينية، وأما فروعه فالاقتداء بالقرآن العظيم، وسنة نبيه ﵊. وأمتثال المأمورات واجتناب المنهيات والشفقة على عباد الله تعالى. وكف الأذى عنهم، وبذل النصح لهم إلى غير ذلك التوحيد هو أفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتًا وصفات وأفعالًا وهو الغاية العظمى والنهاية القصوى، من بعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام الحكام الشرعية منها ما يتعلق بكيفية العمل ومنها ما يتعلق بالاعتقاد فالعلم المتعلق بالأولى يسمي علم الشرائع والأحكام، والمتعلق بالثانية يسمى علم التوحيد والصفات. وهو ما يبحث فيه عن ذات الله وصفاته وأحوال الممكنات في المبدأ والمعاد. ولذا كان أشرف العلوم.
انقسمت مباحث هذا العلم ثلاثة أقسام، في الإلهيات، وهي المسائل المبحوث فيها عن الآله من حيث صفاته، لا من حيث ذاته، للإجماع على عدم وقوع معرفة الكنه فإن الحادث يقصر بالطبع عن عظيم هذا المقام (سبحان من لا يعلم كنهه غيره) والعجز عن ذات الله إدراك والبحث فيها إشراك والثاني في النبويات وهي المسائل المبحوث فيها عن حقيقة النبوة وعن ما يجب للأنبياء، وما يجوز وما يمتنع، والثالث في السمعيات وهي المسائل التي لا تعرف إلا من طريق السمع ولا تؤخذ إلا من الأدلة النقلية كالصراط والميزان ونحو ذلك.
أبحاث الإلهيات يتوقف الشروع فيها على معرفة ثلاثة أشياء، الوجوب والاستحالة والجواز، وهي أقسام المعلوم، فالواجب ما لا يتصور في العقل عدمه كصفات الله تعالى والمستحيل ما لا يتصور في العقل وجوده كالجمع بين النقيضين. والجائز ما يصح في العقل وجوده وعدمه كهذا العالم.
الواجب لله تعالى من الكمالات لا نهاية له لكن بعضه نصب لنا دليل على خصوصه فوجب علينا معرفته تفصيلًا وهو الصفات العشرون وبعضه لم ينصب لنا دليل عليه
2 / 1