Beyan Dergisi
مجلة البيان
Türler
لها نفس وعقل وهي أصل نور القمر والكواكب وتكون الموجودات السفلية كلها عندهم منها وهي عندهم ملك الفلك فتستحق التعظيم والسجود والدعاء. . ومن شريعتهم في عبادتها أنهم اتخذوا لها صنمًا بيده جوهر على لون النار وله بيت خاص قد بنوه باسمه وجعلوا له الوقوف الكثيرة من القرى والضياع وله سدنة وقوام وحجبة يأتون البيت ويصلون فيه لها ثلاث مرات في اليوم ويأتيه أصحاب العاهات فيصومون لذلك الصنم ويصلون ويدعونه ويستشفون به وهم إذا طلعت الشمس سجدوا كلهم لها وإذا غربت وإذا توسطت الفلك. . وطائفة أخرى اتخذت للقمر صنمًا وزعموا أنه يستحق التعظيم والعبادة وإليه. تدبير هذا العالم السفلي ومن شريعة عبادته أنهم اتخذوا له صنمًا على شكل عجل أو نحوه من ذوات الأربع وبيد الضم جوهرة يعبدونه ويسجدون له ويصومون له أيامًا معلومة من كل شهر ثم يأتون إليه بالطعام والشراب والفرح والسرور فإذا فرغوا من الأكل أخذوا في الرقص والغناء وأصوات بين يديه. . ومنهم من يعبد أصنامًا اتخذوها على صورة الكواكب وروحانيتها بزعمهم. وبنوا لها هياكل ومتعبدات لكل كوكب منها هيكل يخصه وعبادة تخصه - وكل هؤلاء مرجعهم إلى عبادة الأصنام فإنهم لا تستمر لهم طريقة إلا بشخص خاص على شكل خاص ينظرون إليه ويعكفون عليه. ومن ههنا اتخذ أصحاب الروحانيات والكواكب أصنامًا زعموا أنها على صورتها فوضع الصنم إنما كان في الأصل على شكل معبود غائب فجعل الصنم على شكله وهيئته وصورته ليكون نائبًا منابه وقائمًا مقامه وإلا فمن المعلوم أن عاقلًا لا ينحت خشبه أو حجرًا بيده ثم يعتقد أنه الهه ومعبوده انتهى كلام ابن قيم.
وهذا الذي قاله ابن قيم منذ ستة قرون هو الذي أطال في شرحه كارليل في كتابه الأبطال وجملته أن عبادة الأصنام في الأصل كانت لأن الصنم يمثل الإله وإن الإله كائن وفيه بشكل ما وكذلك فكل عبادة أية كانت هي عبادة بالرموز أو بالأشياء المنظورة وسواء تمثل الإله للعين الخارجية في صورة منظورة أو للعين الداخلية أعني للذهول أو للخيال فإنما هو فرق عرضي لا جوهري إذ لا تزال تبقى هذه الحقيقة وهي أن هناك شيئًا ينظر - بالعين أو بالذهن - دليلًا على الأدلة أعنى وثنا. وليس يخلو أورع الناسكين وأولع المتصوفين من الممثلات الذهنية للأشياء المقربة وبها يعبد الله ولولاها ما وجد للعبادة سبيلًا -.
5 / 4