Journal of Legal Rulings
مجلة الأحكام الشرعية
Soruşturmacı
عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان
Yayıncı
الناشر تهامة
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
1401 AH
Yayın Yeri
جدة
آثارها ماثلة إلى اليوم في أشخاص الكثير من أجلّة العلماء، وأصحاب المناصب الدينية والقضائية ...)) (١) ثم عرض لأسماء أبناء أشهر البيوت العلمية والعلماء الذين تخرجوا في هذه المدرسة العتيدة.
ويبرز الأستاذ الفاضل عمر بن عبد الجبّار هذه النهضة العلمية والأثر الكبير للفوج الأول من المتخرجين في هذه المدرسة بقوله :
« ولما تخرج الفوج الأول من علماء المدرسة الصولتية ازدادت حلقات الدروس بالمسجد، إذ عقد المتخرجون حلقاتهم في كل حصوة ورواق، ولم يدع العلماء بيت الله الحرام مجلساً للتدريس والوعظ والإرشاد منهم عيسى رواس، أحمد ناضرين، سالم شفي، محمد علي تركي، درويش شفي، عبد الله مغربي، حسن مشاط، عباس عبد الجبار، أحمد قاري، حامد قاري، عبد الحميد حديدي، عبد الله الحدادي، سليمان مراد، عثمان بشناق، سراج ششه، أحمد هرساني، حسين عبد الغني». (٢)
وكان مؤسسها رحمه الله ينهج نهجاً تربوياً مثالياً في إدارة المدرسة ومناهج التعليم فيها إذ كان الطلاب المبرزون بعد الانتهاء من تلقي العلم على مدرسيهم من العلماء يعقدون حلقاتهم لتدريس فئات أخرى من الطلاب وهذا ما يذكره فضيلة العلامة الشيخ حسن محمد المشاط أحد خريجيها في مذكراته عن نظام التدريس بالمدرسة فيقول:
«في أول النهار تفتتح المدرسة أبوابها، ويجلس الناظر أي المدير في غرفته الخاصة مبكراً قبل كل أحد ويأتي الطلبة إلى غرف التدريس، فكان المعلم الأول شيخنا الشيخ عبد الرحمن دهان يبدأ الدرس للأساتذة أي للطلبة الذين تفوقوا حتى صاروا أساتذة، فيقرأون على شيخهم الدرس الأول وهم الشيخ عيسى رواس، والشيخ سالم شفي والشيخ أحمد ناضرين، والشيخ أحمد قاري، وهؤلاء بعد الفراغ من هذا الدرس يودعون الشيخ، ويعقدون حلقات الدروس في مجالس العلم ...»(٣)
وهكذا فقد كانت المدرسة الصولتية ولا تزال برجالها ومناهجها مناراً من منارات العلم في هذه البلاد المقدسة وللعالم الإسلامي، يفدون إليها ويرتوون من مناهل علومها الضّافية.
(١) أحمد السباعي، تاريخ مكة، جـ ٢، ص ٢٠٢.
(٢) عمر عبد الجبار، سير وتراجم، ص ٣٥.
(٣) مقتبسة بإذن خاص من فضيلة الشيخ حسن محمد مشاط من مذكراته المخطوطة.
61