Medine İslam Üniversitesi Dergisi
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
Yayıncı
موقع الجامعة على الإنترنت
Türler
ندوة الطلبة
كيف نعمل للإسلام
بقلم: جلال الدين مراد
سنة ثانية شريعة
الحياة صراع بين الحق والباطل، بين الأخيار والأشرار، منذ فجر التاريخ والأخيار هم الذين كلفهم الله وشرفهم ليقوموا بأمره ويتسلموا قيادة البشرية، ويوجهوا دولاب الحياة لما لهم دون غيرهم من حق البقاء وعمارة الأرض، ولهذا أشارت الآية الكريمة {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} .
والحق لم يكن في يوم ما أكثر عددا من الباطل {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} . وإنما كان يتم تسيير دفة سفينة الحياة وفق مواصفات شرط الله توفرها في الدعاة، فإذا التزم الدعاة تلك الشروط وهبهم الله السيادة والتمكين لقوله تعالى: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض} .
في اليوم الذي تلتقي فيه جهود المخلصين وتتحد كلمتهم ويأخذوا بالأسباب اللازمة وفق سنن الله الكونية سينصرهم, ويومها لن تقوى قوى الباطل (الخشب المسندة) على مجابهة هذه الجذوة المباركة التي انطلقت.
والباطل مهما امتلك من مظاهر القوى المادية فلن يعدو الزبد كما وصفة الله تعالى {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} . وما نراه الآن من تسلط الأشرار على دولاب الحياة، فبسبب غفلة الصالحين والأخيار.
Sayfa 58