أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كُلَّما جاءك زيدٌ أعطه كذا من مالي، فإذا مَنَعَه مرة ظَلَمَه بلا خلاف.
وقالوا: يحتمل أنَّها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحْكَم يقول: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ الآية [النساء: ٥٦]؛ فلم يبق لهذا الاحتمال نصيبٌ بموجب هذه الآية.
وقالوا: يحتمل أنَّهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكَم يقول: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا﴾ الآية [السجدة: ٢٠]؛ ويقول: ﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ الآية [الحجر: ٤٨]، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضًا نصيبٌ من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنَّهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحْكَم يقول: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾ الآية [طه: ٧٤]، ويقول: ﴿وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ﴾ الآية [إبراهيم: ١٧]، فلم يبق إذا لهذا الاحتمال نصيبٌ من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنَّهم يتعوَّدون حَرَّها فلم يبق يؤلمهم لتعؤُدِهِم عليه، فإذا المحْكَم يقول: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ الآية [النبأ: ٣٠] ويقول: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥]،