172

Majalis with Sheikh Muhammad Al-Amin Al-Shanqiti

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

Yayıncı

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Yayın Yeri

الكويت

Türler

فقولها: ظلمت لكم سقائي أي: سقيتكموه قبل أن يروب، ولأجل هذا قيل في الأرض التي حفر فيها ولم تحفر من قبل: مظلومة؛ لأنَّ الحفر وقع في غير موضعه، ومن هذا المعنى على التحقيق قول نابغة ذبيان:
إلَّا ألأواريَّ لأْيًا ما أبيِّنها ... والنؤيُ كالحوضِ في المظلومةِ الجَلَدِ
خلافًا لمن زعم: أن المظلومة: التي أبطأ عنها المطر، ومن هنا قيل للقبر: الظليم؛ لأنه حفر في محل لم يحفر من قبل، ومن ذلك وهو بهذا المعنى قول الشَّاعر:
فأصبحَ في غبراءَ بعد إشاحةٍ ... على العيشِ مردودٍ عليها ظليمُها
هذا أصل معنى الظلم في لغة العرب وشواهده العربية، وهو يطلق في القرآن إطلاقين:
يُطلَق بمعناه الأعظم، وهو وضع العبادةَ في غير مَنْ خَلَق، وهذا أكبر أنواع الظلم، ومنه بهذا المعنى: ﴿وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة: ٢٥٤]، ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ١٠٦]، ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣].
وقد يُطلَق الظلم في القرآن أيضًا على ظلم الإنسان نفسه ببعض

1 / 174