============================================================
المطلب الأول / تعريف الآيات المحكمات والمتشابهات، ومسالك العلماء فيها المجهولة لديهم مع نفي العلم بها على حقيقتها وتقويضها إلى الله تعالى.: وفي ذلك، قال ابن عثيمين رادا على ما ورد من نفي الإمام مالك بن آنس الكيف عن الله تعالى: "وهذا القول غير صحيح، فإن السلف لا ينفون الكيف مطلقا(1)، لأن نفي الكيف مطلقا نفئ للوجود(2)، إذما من موجود إلا وله كيفية، لكتها قد تكون معلومة وقد تكون مجهولة، وكيفية ذات الله تعالى وصفاته مجهولة لنا (.0.)، وعلى هذا فثبت له كيفية لا نعلمها (...). والحاصل أن نفي الكيفية عن الاستواء مطلقا هو تعطيل محض لهذه الصفة، لأننا إذا أثبتنا الاستواء حقيقة لزم أن يكون له كيفية، وهكذا يقال في بقية الصفات"(2).
وهذا المسلك يؤدي إلى اضطراب وركاكة في إثبات صفات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، ولا آدل على ذلك ما مر من كلامهم في إثبات الجسمية والكيفية لله تعالى (2)، وقد طبق هذه القاعدة التي قالها ابن العثميين تبعا لأسلافه القائلين بالجسمية في حق الله تعالى الشيخ محمد صديق حسن خان القنوجي (ت/ 1307ه) في كتابه "قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر"، بقوله: لومن صفاته سبحانه: اليد، واليمين، والكف، والاصبع، والشمال، والقدم، والرجل، والوجه، والتفس، والعين، والتزول، والإتيان، والمجيء، والكلام، والقول، والساق، والحقو لآي معقد الإزار وموضعه]، والجنب، والفوق، والاستواء، والقوةه والقرب، والبعد، والضحك، والتعجب، والحت، والكره، والمقت، والرضا، والغضب، والسخط، والعلم، والحياة والقدرة والإرادة، والمشيئة، (1) بل ينفونه مطلقا، وهذا الإمام مالك من السلف قد نفى الكيف مطلقا، حيث قال: "ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوغ". رواه الحافظ أبو بكر البيهقي بسند صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" (13/ 407).
(2) هذا بالنسبة للمحدثات؛ أما بالنسبة للخالق الذي كيف الكيف فلا يوصف به جل جلاله.
(3) ابن العثيمين، مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين (194/1 - 195).
(4) انظر أقوال أئمتهم في إثبات الجسمية ولوازمها في حق الله تعالى عن قولهم (ص/4-74 10).
Sayfa 109