398

Müminlere Lütfu Üzerine Majalis

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Bölgeler
Suriye
İmparatorluklar
Osmanlılar

وقيل: وقع التحدي بآية واحدة لقوله تعالى: {فليأتوا بحديث مثله} فلم يأتوا بشيء من ذلك، تعجيزا من الله تعالى لهم عن ذلك، كما عجز المفحم عن نظم الشعر، مع اعتراف بعض فصحائهم وهو الوليد بن المغيرة المخزومي لما سمع أوائل (حم) فقال: إن فيه حلاوة، وعليه طلاوة، وإن أعلاه لمغدق، وإن أسفله لمعرق، وإنه ليعلو ولا يعلى، وما أراه بكلام البشر.

وقد عد جماعة من المعتزلة وغيرهم في وجوه إعجاز القرآن الصرفة، لكنهم اختلفوا فمنهم من قال: صرفوا عن القدرة على أن يأتوا بسورة من مثله، فعجزوا عن ذلك، ومنهم من قال: صرفوا عن التعرض له، قال علي بن عيسى ابن علي الرماني -وكان معتزليا- في كتابه ((النكت في إعجاز القرآن)): وأما الصرفة: فهو صرف الهمم عن المعارضة، وعلى ذلك كان يعتمد بعض أهل العلم في أن القرآن معجز من جهة صرف الهمة عن المعارضة، وذلك خارج عن العادة كخروج سائر المعجزات التي دلت على النبوة، وهذا عندنا أحد وجوه الإعجاز التي يظهر منها للعقول.

Sayfa 454