Müminlere Lütfu Üzerine Majalis
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
Türler
حكى الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن أبي محمد البغدادي ابن النجار في ((تاريخ بغداد)) عن أبي شجاع محمد بن عبد الحق المؤدب قال: تذاكرنا الفرق بين الكسب والاكتساب، وأن الكسب في الخير والاكتساب في الشر، لقوله تعالى: {لها ما كسبت وعليها من اكتسبت}. فأخبرني بعد شخص أنه رأى الوزير ابن هبيرة في المنام قال: فقلت يا سيدي ما فعل الله بك؟ فأنشدني:
قد سئلنا عن مثلها فأجبنا ... بعد ما حال حالنا وحجبنا
فوجدنا مضاعفا ما كسبنا ... ووجدنا ممحصا ما اكتسبنا
ومن الحروف المركبة في هذه الآية: ((قد)) في قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} و ((قد)) في كلام العرب تأتي على ضربين:
أحدهما: اسم فعل، وتكون مرادفة ل: حسب، وهي مبنية على السكون يقال: قد زيد درهم، وربما أعربت فيقال: قد زيد درهم، كما يقال: حسب زيد درهم، ويقال قدي. أي: حسبي، وتزاد فيها النون محافظة على السكون، فيقال: قدني.
وتأتي أيضا اسم فعل مرادفة ل: يكفي، يقال: قد زيدا درهم، أي: يكفيه، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم للكفار حين كان يسمع تلبيتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((قد قد)) أي: كفى كفى.
والضرب الثاني: أن ((قد)) تكون حرفا، قال الخليل بن أحمد: ((وقد)) حرف يوجب به الشيء، قاله في ((كتاب العين)).
Sayfa 359