Müminlere Lütfu Üzerine Majalis
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
Türler
وقوله تعالى: {مبين} أي ظاهر لمن يعقله، كما أن جماعة ممن كان في الضلال قبل البعثة ظهر لهم ضلالهم من الإشراك فانتقلوا عنه إلى التوحيد، وبعضهم تحقق ضلاله وأنه ليس على شيء فأصر عليه بعد الظهور. {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}.
وآخرون من أهل الضلال استمروا فيه إلى البعثة فآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم {واتبعوا النور الذي أنزل معه} وهؤلاء الذين أحسن الله إليهم ودخلوا فيمن امتن عليهم بقوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم}.
ووجوه المن من الله تعالى في هذه الآية الشريفة كثيرة:
1- منها: بعثة هذا الرسول الذي هو سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
2-ومنها: إحسان الله على المؤمنين المأخوذ من قوله: {إذ بعث فيهم} ولم يقل: منهم، إشارة -والله أعلم- إلى رفع العذاب عنهم لقوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}.
3- ومنها: قوله تعالى: {من أنفسهم} فإن كان المراد الولادة فالنبي صلى الله عليه وسلم أتى بصلة الأرحام وأمر بها وحث عليها، فلا بد من صلته لذوي رحمه، وقد حصل للمؤمنين منه صلى الله عليه وسلم من الإكرام والإنعام قولا وفعلا ما لا يحصيه إلا الله تعالى، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ((من أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم)).
Sayfa 294