============================================================
الجالس العؤيدية اعلموا أن توحيد الله سبعانه يكبر عن أن تحصره النفوس، أو تدركه العقول؛ لوجود العناسبة بين كل مدرك ومذرك ، بحكم الرورة . فإذا عدعت العناسبة بطل الإدراك ومثال ذلك وجود العناسبة بين العبصر والعبصر بالقوة الجسعية ، والسامع والعسموع بالقوة الريحية ، والشام والعشموم بالقوة البخارية والذائق والعذوق بالقوة الذائقة ، والللمس والعلموس بالقوة الحسية . فإن جوزناكون البارىء سبحانه مدركا بالعقول واللفوس أتثبتا وجود مناسبة بينه ويينه ، بها يصح الإدراك . وإذا ابثنا ذلك أو جبدا أن فى كل ذى عقل وذى نفس أثرا من الإلهية ، وزدنا فى الكفر بانتحال هذه التحلة على من يدين دين اللصرانية . ونعوذ بالله من ذلك وقد سال النبى عن المعرفة فقال :: من عرف نفسه فقد عرف ربه ، وقال :: أعرفكم يلفسه أعرفكم بريه،.
فأخذهم عما سألوه من معرفة ربهم إلى معرفة نفوسهم وردهم على اعقابهم ، وذلك مما خص به من جوامع الكلم وجواهر الحكم وكلامه هذا خاص وعام : اما العام فهو قول القائل : إن الإنسان إذا اعتبد حال نفسه ، كيف سله الله من تراب ، ثم جعله نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثع عظاما ولحما ، ثع أنشأ فيه روحا إلى أن جعله تعالى على سطح الأرض قانما ، و فيها متصرفا ، ومن طيباتها آكلا وشاربا ، قامت له الدلالة على الله سبحانه الذى اوجده من العدم ، وقواه من بعد الضعف، كما قال الله سبعانه : (الذى خلقكم من عف تمجعل من بعدحنعف قوةفمجعل من بعدقوة ضعفا وشيبة (1) .
(1) سورة الروم 54.
Sayfa 39