============================================================
الجالس للوبدية و قد كلى الله سبحانه عن رسوله بالذكر الذى هوصفة القرآن ، لأمر يلتبس تحقيقه إلا على من شام بارق التأوول والبيان ، فقال ومن أحسن مله قيلا : : قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا (1) ، فكان قصارى ما قال فيه قائل . إنه إنما سمى به لانن للقرآن حامل ، وان العادة جرت أن يسمى الشىء باسم ماصحبه ولاعمه ، واستشهدوا بقوله سبحانه : وأرسلذا السماء عليهم مدارأ، وأنه العطر، عبر عله باللسسماء بكون السماء سببه ، ثم وقفت بهم القدرة بعد ذلك أن يقدموا قولا فيه أو يؤخروا، أو يذتزعواله معلى غيره فيما خافتوابه أو جهروا . وإنما سعى الله سبحانه البى ذكرا ، لأنه فصل ما أنزل من القرآن مجملا ، وبين مقادير العبادات ولوازمها آخرا وأولا ، ولولا قيامه بالإبانة عن مقاديرها وحدودها لوقفوا عن موارد الطاعات ، بأن عميت عليهم الأنباء فى كيفية ورودها ، فلم يميزوا أى شىء الصلاة ؟ وكيف تصلى ؟ وما الزكاة ؟ وكم هى ؟ وكيف تزكى ؟ وكان يكون مل القرآن مثل الدواة والقلم للأمى ، لا يدرى أين يضعهما ، ولا يفطن لموقع الفائدة والانتفاع بهما . فلما كان هو العستعمل للقرآن الذى هو الذكر استحق الكنايية عنه بالذكر ، إذكان هو المستخلص لفوائده ، والعفضى به إلى حد العرف من حد النكر.
واذا ثبت أن النبى هو الذكر بكونه على القرآن الذى هو الذكر حاكما ، واخراج دفائن علومه ، ودفائن رموزه قائما، كان أهل الذكر الذين قال الله سبحانه فيهم : : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (2) ، هم الأنمة من آل محمد فهم (1) سورة الطلاق:11،10.
(2) سورة النحل :43 .
Sayfa 277