فقال بعض من سمع الكلام ممن حضر، ممن استعمل عقله: ليس على أبي الحسين لكم حجة؛ لأنه قد عقد/57/عليكم الكلام، قال لكم: الطين اللازب هو: الزنا. قلتم: لا. قال: فالماء الدافق هو: الزنا. قلتم:لا. وليس معكم سبب. فانقطعوا وتحيروا، فلما انصرفوا قلت لأصحابي: أرأيتم القوم إنما هم خصوم ولويطلب الفائدة لأفدتهم، ولم أستحمل أن أكتمها عنهم، ولو اهتدوا فقالوا لي: هذا صاحبك يحيى بن الحسين قد ورث ولد النكاح، ولم يورث ولد السفاح. لقلت لهم: هذا الذي ذكرتم معناه كقول الله عز وجل: {بل مكر الليل والنهار} [سبأ: 33]، وليس لليل والنهار مكر، إنما المكر ممن فيهما، وكقوله: {وجاؤا على قميصه بدم كذب}[يوسف: 18]، والدم لا يكذب ولا يصدق، وإنما الكذب ممن جاء به، وجواب ما سألوا أن الله عز وجل [بياض في المخطوطة] خلق خلقه ليس من فعل الزانين.
Sayfa 68