Maintaining the Blessing of Security and Stability
متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار
Yayıncı
-
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
Türler
لقد نهى الله ﷾ في كتابه العزيز وعلى لسان رسوله ﷺ عن الغلو في الدين لحكم متعددة من أهمها أن الإسلام دين توحيد واجتماع، والغلو في الدين سبب رئيسي من أسباب الاختلاف والتفرق والتمزق بين أفراد المجتمع الإسلامي، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٥٩] (١) وقال تعالى ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ - مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم: ٣١ - ٣٢] (٢) .
كما أن الغلو في الدين فيه مشقة وهو يتعارض مع تعاليم الإسلام الداعية إلى اليسر ورفع الحَرَج فيسر الإسلام والتيسير خاصة من خصائصه التي اختلف بها عما سواه من الأديان والمشقة والحرج ليسا من مقاصد الشرع أما اليسر والتيسير فهما من مقاصده، وتقرير هذا من القرآن والسنة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: ٧٨] (٣) .
، وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: ١٨٥] (٤) ويقول ﷺ: «إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا» (٥) وقال ﷺ لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري لما بعثهما إلى اليمن: «يسِّرا ولا تعسرا ولا تنفًرا» (٦) .
لقد امتن الله على عباده برفع الحرج عن المكلف، وأن الله ﷾ حبب إلى عباده الإيمان بتيسيره وتسهيله، وكره إليهم الغلو والتشدد والتنطع؛ لأن في الغلو والتطرف في الدين عيوبا وآفات أساسية تصاحبه وتلازمه منها: (٧) .
_________
(١) سورة الأنعام، الآية ١٥٩.
(٢) سورة الروم، الآية ٣٢.
(٣) سورة الحج، الآية ٧٨.
(٤) سورة البقرة، الآية ١٨٥.
(٥) رواه مسلم.
(٦) رواه البخاري.
(٧) يوسف القرضاوي، الصحة الإسلامية بين الجحود والتصرف، القاهرة دار الصحوة، ١٤١٢ هـ، ص ٣٢ - ٣٦.
1 / 26