251

Tefsirin Güzellikleri

محاسن التأويل

Türler

Tefsir

الإملاء ، والترك لهم في عتوهم وتمردهم ، كما قال تعالى : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) [الأنعام : 110].

و (الطغيان) المراد به هنا : الغلو في الكفر ومجاوزة الحد في العتو. وأصل المادة هو المجاوزة في الشيء ، كما قال تعالى ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ) [الحاقة : 11].

(والعمه) مثل العمى إلا أن العمى عام في البصر والرأي ، والعمه في الرأي خاصة وهو التحير والتردد ، لا يدري أين يتوجه.

أي في ضلالهم وكفرهم الذي غمرهم دنسه ، وعلاهم رجسه يترددون حيارى ، ضلالا ، لا يجدون إلى المخرج منه سبيلا.

والمشهور فتح الياء من «يمدهم» ، وقرئ شاذا بضمها ، وهما بمعنى واحد. يقال : مد الجيش وأمده إذا زاده ، وألحق به ما يقويه ويكثره وكذلك مد الدواة وأمدها زادها ما يصلحها.

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا)

* مهتدين) (16)

( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ) إشارة إلى المذكورين باعتبار اتصافهم بما ذكر من الصفات الشنيعة المميزة لهم عمن عداهم أكمل تمييز ، بحيث صاروا كأنهم حضار مشاهدون على ما هم عليه. وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم في الشر وسوء الحال ، ومحله الرفع على الابتداء ، خبره قوله تعالى : ( الذين اشتروا ) إلخ. والجملة مسوقة لتقرير ما قبلها ، وبيان لكمال جهالتهم فيما حكي عنهم من الأقوال والأفعال بإظهار غاية سماجتها ، وتصويرها بصورة ما لا يكاد يتعاطاه من له أدنى تمييز فضلا عن العقلاء . و ( الضلالة ) الجور عن القصد ، و ( بالهدى ) التوجه إليه. وقد استعير الأول : للعدول عن الصواب في الدين ، والثاني : للاستقامة عليه. و «الاشتراء» استبدال السلعة بالثمن أي أخذها به فاشتراء الضلالة بالهدى مستعار لأخذها بدلا منه أخذا منوطا بالرغبة فيها والإعراض عنه.

فإن قيل : كيف اشتروا الضلالة بالهدى ، وما كانوا على هدى؟

قلت : جعلوا لتمكنهم منه بتيسير أسبابه كأنه في أيديهم ، فإذا تركوه إلى

Sayfa 254