244

Tefsirin Güzellikleri

محاسن التأويل

Türler

Tefsir

في الغي ، وانهماكهم في التقليد ، وإعراضهم عن منهاج النظر الصحيح بحيث لا يؤثر فيها الإنذار ، ولا ينفذ فيها الحق أصلا.

قال أبو السعود : وإسناد إحداث تلك الحالة في قلوبهم إلى الله تعالى ، لاستناد جميع الحوادث عندنا من حيث الخلق إليه سبحانه. وورود الآية الكريمة ناعية عليهم سوء صنيعهم ، ووخامة عاقبتهم ، لكون أفعالهم من حيث الكسب مستندة إليهم. فإن خلقها منه سبحانه ليس بطريق الجبر ، بل بطريق الترتيب على ما اقترفوه من القبائح كما يعرب عنه قوله تعالى : ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) [النساء : 155] ونحو ذلك ، يعني كقوله تعالى : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) وقوله : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) [الأنعام : 110].

وأما المعتزلة فقد سلكوا مسلك التأويل ، وذكروا في ذلك عدة من الأقاويل.

منها : أن القوم لما أعرضوا عن الحق ، وتمكن ذلك في قلوبهم ، حتى صار كالطبيعة لهم ، شبه بالوصف الخلقي المجبول عليه.

ومنها : أن المراد به تمثيل قلوبهم بقلوب البهائم التي خلقها الله تعالى خالية عن الفطن ، أو بقلوب قدر ختم الله تعالى عليها. كما في : سال به الوادي إذا هلك وطارت به العنقاء إذا طالت غيبته .

ومنها : أن أعراقهم لما رسخت في الكفر ، واستحكمت ، بحيث لم يبق إلى تحصيل إيمانهم طريق سوى الإلجاء والقسر ، ثم لم يفعل ذلك محافظة على حكمة التكليف ، عبر عن ذلك بالختم ، لأنه سد لطريق إيمانهم بالكلية. وفيه إشعار بترامي أمرهم في الغي والعناد.

ومنها : أن ذلك حكاية لما كانت الكفرة يقولونه. مثل قولهم : ( قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ، وفي آذاننا وقر ، ومن بيننا وبينك حجاب ) [فصلت : 5]. تهكما بهم.

ومنها : أن ذلك في الآخرة ، وإنما أخبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه. ويعضده قوله تعالى : ( ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما ) [الإسراء : 97]. انتهى ملخصا.

(فائدة) قال الراغب : المراد بالقلب في كثير من الآيات : العقل والمعرفة.

Sayfa 247