Bilimsel Metodun Anlamı
مفهوم المنهج العلمي
Türler
على هذه الاختلافات الإجرائية ينصب اهتمام العلماء المتخصصين، كل يسخره لخدمة موضوعه، وبما يتلاءم مع الطبيعة النوعية لمادة بحثه، بكل تميزها وخصوصيتها عن مواد العلوم الأخرى. بهذا المنظور التخصصي تظهر علوم لمناهج البحث، ملحقة بفروع العلوم المختلفة، لتعالج الأساليب التقانية والوسائل الاختصاصية، المتكيفة مع موضوع البحث، ومادته التي تختلف من علم لآخر، فنجد مثلا «مناهج البحث في علم الاجتماع» و«مناهج البحث في علم الفلك» و«مناهج البحث في الهندسة الوراثية» و«مناهج البحث في علم النفس» ... إلخ، وكل فرع قد ينقسم بدوره إلى فروع، فنجد «مناهج البحث في علم النفس الاجتماعي» و«مناهج البحث في علم نفس الشخصية» و«مناهج البحث في علم النفس الإكلينكي» ... إلخ. مناهج البحث هنا مسائل متعلقة بنوعيات الإمبيريقيات، وأساليب الممارسة الإجرائية وتفصيلياتها الدقيقة والمرسومة بعناية، وخطواتها وتوصيفاتها. وهذه مسائل تخصصية يعالجها كل علم وفقا لطبيعة مادته، والعلماء المنشغلون بها هم الأخبر، ولكنهم جميعا يستندون فيما يفعلونه على أساس كلي، يتمثل في مبادئ عمومية مشتركة، يستندون إلى ثابت بنيوي في مفهوم المنهج العلمي، من حيث هو منهج علمي. هذا الأساس الكلي المشترك أو الثابت البنيوي، هو المنهج العلمي الذي تبحثه الميثودولوجيا، وتصوغ نظرية له. وفي هذا يكون المنهج العلمي واحدا، لا تستوقفه اختلاقات الإجرائيات. (2) في الرياضيات والعلوم التجريبية
هما قطبا العلم الحديث، والتآزر بينهما هو مرتكز نجاحه اللافت. إننا - إذن - بإزاء معاملين، اثنين متقابلين ومتآزرين. هذه الثنائية البينة توضح أن الميثودولوجيا ليست تتجاهل الفوارق بين العلوم المختلفة أكثر مما ينبغي؛ فالميثودولوجيا انعكاس لنسقية العلم الحديث، الذي يشكل بمختلف فروعه وحدة متآزرة، يمكن أن تتمثل في الشكل التالي:
3
ثمة أولا الرياضيات، إنها كما قال كانط الحظ السعيد، أو هدية الله للعقل البشري. وسر أسرار العلم الحديث، هو التآزر بين لغة الرياضيات ووقائع التجريب، والحوار الداخلي العميق والبديع بينهما. وكانت الرياضيات وتظل دائما تاج العلم وأقنومه، لغته الدقيقة التي لا تخل ولا تحيد أبدا ورمزه المبجل، تتبارى العلوم في الاقتراب منها والتسلح بلغتها، وتأمل أن تبلغ ما بلغته الفيزياء في هذا. على أن العلوم الرياضية علوم صورية
Formal Sciences ، تعنى بصورة الفكر دون محتواه، إنها قالب يملؤه التطبيق بالمضمون. وتبقى الرياضيات البحتة ملكة العلوم، والمبحث الرفيع المترفع عن شهادة الحواس ولجة الواقع والوقائع، فلا تغوص فيه وليس مطلوب منها أن تأتي بخبر عنه.
الرياضيات تتلوها العلوم الإخبارية
Informative Science ، وهي العلوم التجريبية التي تأتينا بالخبر عن الواقع، فلا بد من الالتجاء إلى الواقع واستشهاده، لا بد من التجريب، ومن دون الاستشهاد التجريبي لا خبر معرفيا عن الواقع. وكما يوضح التخطيط الوارد عاليه، انتظمت العلوم الإخبارية التجريبية في ثلاث مجموعات كبرى هي العلوم الفيزيوكيماوية، ثم الحيوية، ثم الإنسانية. هذا التدرج المنطقي للعلوم إنما هو تبعا لدرجة عمومية موضوعها. المقصود بالعمومية
generality
سعة المجال الذي يحكمه العلم المعني، ودرجة العمومية تتناسب طرديا مع درجة البساطة؛ أي عكسيا مع درجة التعقيد، والمقصود بالتعقيد كثرة المتغيرات، والعوامل الفاعلة في الظاهرة موضوع الدراسة.
لهذا كانت الفيزياء في مقدمة العلوم الإخبارية؛ فموضوعها هو الأكثر بساطة وعمومية، إنه المادة في الزمان والمكان، مجمل عالم الظواهر، مجال شتى العلوم الإخبارية، فبدت قوانين الفيزياء البحتة كإطار لعالم العلم؛ لأنها الأكثر عمومية، تنطبق على مجمل موضوعات العلم، فتسلم بها فروع العلم الأخرى، ما دامت تضطلع بالإخبار عن هذا العالم التجريبي. وننتقل في نسق العلم إلى المجموعة الثانية، مجموعة العلوم الحيوية التي تدرس موضوعا أعقد من مجرد المادة، إنه المادة التي أضيفت إليها القدرة على القيام بوظائف الحياة، فلا بد وأن تنضاف القوانين والفروض العلمية المختصة بظاهرة الحياة ووظائفها. الفيزياء علم أكثر أولية من البيولوجيا، يحكم حركة المادة بأسرها، بينما لا تحكم البيولوجيا إلا قطاعا محددا من المادة، هو المادة العضوية الحية فحسب، لكن قوانين الفيزياء تشمل المادة الحية وغير الحية على السواء، بينما تقتصر البيولوجيا على دراسة قوانين تسري على الكائنات الحية. لا تملك البيولوجيا استثناء للقوانين الفيزيائية؛ فالجسم الحي يسقط كالحجر تماما، ولا يمكنه أن ينتج طاقة من لا شيء، والعمليات الكيميائية تجري داخله كما تجري خارجه. ما يحدث هو مزيد من التعقيد. وتتكامل العلوم البيولوجية مع العلوم الفيزيوكيميائية في تفسير الظواهر، هاتان المجموعتان الفيزيوكيماوية والبيولوجية يمثلان معا مجموعة علوم المادة، الجامدة والحية، التي تقابل المجموعة الثالثة وهي مجموعة العلوم الاجتماعية والإنسانية، موضوعها أعقد وأعقد؛ فلن تكفي قوانين الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، وإن كانت بالطبع تنطبق على الإنسان حين يسقط من عل وفقا لقانون سقوط الأجسام الفيزيائي، وحين تؤدي أعضاؤه وظائفها وفقا لقوانين البيولوجيا. ومن أجل الإطاحة بالظواهر الإنسانية، لا بد أن ينضاف إلى هذا وذاك قوانين أو فروض أو نظريات، تتناول ظواهر الوعي الفردي والجمعي بسائر تشكلاته وتمثلاته ونواتجه وخصوصياته الثقافية وأبعاده الحضارية ومتغيراته التاريخية، وهذه هي العلوم الاجتماعية أو الإنسانية
Bilinmeyen sayfa