============================================================
فسير سورة البقرة247 في إنبات نالث ثلاثة وإثبات الأقانيم الثلاثة، وزل قوم في إنبات المبادي ثلاثة وهو رابعا اربعة أو أربعة وهو خامس خمسة، وزلت اليهود إذ صرحوا ما اشتبه، وزلت الصابئة إذ قالواا بالأرباب والهياكل والأشخاص، وزلت الفلاسفة إذارتقوا في الأسباب إلى العقل الفعال وحكموا بصدوره عن ذات الله لا عن أمر الله، وحكموا بوحدته من وحدانية الله لا من وحدانية أمر الله وبتعقله من تعقل الله لا من تعقل أمر الله؛ فأنكروا الأمر أصلا وأثبتوا العقل مرجعا وأصلا، فأنكروا النبوة والرسالة وحملة الأمر والشريعة، ورفعوا الحدود والأحكام والحلال والحرام.
فهذه جملة مذاهب الزيغ والضلال التي نشأت من الاباء الأول والاستكبار على الأمر الأول، وعندنا -120آ- ميزان مستقيم يزن للوازن به العلوم والجهالات والعقائد الصحيحة والفاسدة، وذلك الميزان هو الذي قال الله تعالى [عنه]: (الله الذي نزل الكتاب بالحق والميزان) وهو ميزان لا إله الا الله، وذلك الوازن هو النبي، قال الله تعالى: (وأنزلنا الك الذكر لتبين للناس ما تزل إليهم) وما قال: ليتبين للناس، والنائب من بعده من يقيم الوزن بالقسط ولا يخسر الميزان، وكذلك الوارث منه من يثبت الحق لمورثه ولا يبطله عليه، وكذلك التالى لكتاب الله من يتلوه حقق تلاوته، وهو يشهد له، ويتلوه شاهد منه، وهو أحد التقلين وأبو السبطين. قال - عليه اللام - لما بويع بالمدينة: "ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم" ويجري الكلام إلى أن قال: "حق وباطل ولكل أهل فلئن أمر الباطل فلقديما فعل، ولثن قل الحق فلربما ولعل." فقام إليه الأحوص بن جواب وقال: يا أميرالمؤمنين! أترى فلانا وفلاتا كانا على غير الحق. قال: "إنك امرؤ ملبوس عليك إعرف الحق تعرف أهله واعرف الباطل تعرف من آناره." (501) ولك أن تعرض هذا الكلام على الميزان ميزان لا إله إلا الله، ثم تعرض الميزان على أول الزمان واخر الزمان، وتعرف إن عرفت الوزن وأقمت الوزن بالقسط أن مشابهة الباطل بالحق كيف تكون، ومشابهة إبليس بالملائكة كيف تتصور، وأن حكم المشابهة من متى إلى متى، وأن الشياطين كيف بكونون على عكس الروحانيين، وأن الملائكة كيف هم متوسطون في الخلق إحياء وإماتة، وأن الأنبياء كيف هم متوسطون في الآمر دعوة وهداية: ليتهنل
Sayfa 343