173

============================================================

تفسير سورة الفانحة107 واين الفريقان المختصمان من معرفة آسرار القران في العموم والخصوص، والتضاد والترتب، والمفروغ والمستأنف، وإنبات الكونين وتقرير الحكمين؟! (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).

وسر آخر: ظهور المعاني بالكلمات والأسامي أمر معلوم؛ وذلك هو التفسير، لكن تشخيص الأسامي والمعاني بالأشخاص والأعيان أمر مشكل؛ وذلك هو التأويل؛ وكما ان رحمة الله - عز وجل- متشخصة بشخص هو النبي -صلى الله عليه وآله -بعينه وشخصه بدليل قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رخمة للعاليين ) كذلك نعمة الله -عزوجل- متشخصة بشخصه - عليه وآله اللام -بدليل قوله: (يغرفون نفمة الله ثم ينكرونها)؛ فالرحمة والنعمة في التنزيل على الاطلاق يعمان الموجودات عموم الوجود والكرم في وجودها وبقائها ودفع الآفات عنها، وهما في التاويل على التعيين يخصان شخصا أو شخصين خصوص اللطف والقربة في احوال وجودهما وبقاء نوعهما ودفع الآفات عنهما.

وكما أن الحمد والعلك موضوعان للثناء والمجد لغة وتنزيلا، كذلك هما موضوعان على شخصين معينين معنى وتأويلا فرحمة الله رجل من الرجال، ونعمة الله شخص على الكمال، والحمد لله حامد له على كل حال، والملك لله ملك شديد المحال.

و في القرآن: (له الملك وله الحفد) وفيه:(407) "له الحمد وله الملك"؛ واللام قد تكون لام التمليك وقد تكون لام التخصيص، وعلى هذا المنهاج: الصراط في التنزيل طريق مستقيم، وفي التاويل شخص مستقيم.

قوله-عزوجل-: غير المغضوبعليهمولاالضالين" النحو [والقراءة] قال أهل النحو في انخفاض "غير" أربعة أوجه: أحدها لأنه بدل عن "الذين"؛ والثاني لأنه نعت "الذين"؛ والثالت لأنه بدل أو صفة لضمير "عليهم"؛ والرابع أنه على نية تكرير "الصراط".

ليتهنل

Sayfa 173