============================================================
مقدمة المصحح /م17 م ظفر الخوافي في طوس؛ وبعد اضطلاعه في فني الوعظ والمناظرة رحل إلى خوارزم.
ولكن طموحه أبى عليه البقاء هناك: فرحل سنة 510ه قاصدا الحج؛ ولدى عودته مكث في بغداد ثلاث سنين؛ وعقد خلالها مجالس الوعظ في نظامية بغداد2.
ويبدو أنه عزم بعد هذه الأعوام الثلاثة أن يمارس نشاط التأليف والتصنيف؛ فاتجه إلى مرو حيث المكتبة العظيمة التى يستطيع ان يستفيد منها في تأليفاته وتحقيقاته، وحيت مركز السلطة الذي يستطيع أن يجد فيه السند المالى لمواصلة نشاطاته العلمية.
وفي مرووجد هذا السند: إذ تعرف إلى الوزير نصيرالدين محمود بن المظفر4، أبو توبة، كما تعرف على تاج المعالي مجد الدين ابي القاسم علي بن جعفر بن حسين قدامة الموسوي6، نقيب ترمذ، المعروف برئيس خراسان؛ وكلاهما من مشجعى العلم والعلماء 1. رحلة الشهرستاني من نيشابور إلى خوارزم تعتبر في اعتقادنا أول ظاهرة لتمرده على الجو الفكري والعلمي المألوف: فقدكان بإمكانه أن ييقى في نظامية نيشابور ويبرز فيهاء لكنه كان عليه في هذه الحالة آن يحافظ على الطريقة الشافعية الأشعرية فيها وماكان بإمكانه أن يخرج عنها لكنه بذهابه إلى خوارزم وجد القرصة لأن يخرج عن الجو السائد: وعن هذه الفترة من الحياة العلمية للشهرستانى كتب الخوارزمي يقول: "وقدكان بيننا محاورات ومفاوضات؛ فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذب عنهم: وقد حضرت عدة مجالس من وعظه؛ فلم يكن فيها لفظ قال الله ولا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا جواب عن المسائل الشرعية" معجم البلدان 2. يذكر الخوارزمي أن الشهرستاني ظهر له قبول عند العوام خلال جلسات وعظه: ومن الممكن أنه أراد أن يطعن في هذه العبارة بصاحبنا، لكنها تبين أنه اكتب بمجالسه هذه قاعدة شعبية من المستبعين، كماتبين أن الناس في ذلك العصركانوا مشتاقين لسماع شء جديد، وقد وجدوه عند الشهرستاني؛ ومرة اخرى يطعن الخوارزمي بالشهرستانى من طرف خفي: إذ يعزو تدريسه في نظامية بغداد إلى معرفة شخصية له مع بعض الآساتذة فيقول: "إن المدرس بنظامية بغداد أتذاك كان أسعد الميهني وكان بينه وبين الشهرستاني صحبه سالقة بخوارزم؛ فقر به اسعد لذلك" معجم البلدان 377/3 ليتهنل 3. مرو الشاهجان، اشهر مدن خراسان كما قال ياقوت تبعد سبعين فرسخا عن نيشابور وأختارها السلطان سنجر اصحة لملكه انظر: معجم البلدان 112/5 ومابعدها.
4. هو نامن وزراء السلطان سنجر (وزرات در عهد سلاطين بزرگ سلجوقي /94).
5 أبو القاسم على بن جعفر الموسوي، هو السيد الأجل، الأظهر، المنتخب المحمد، مجد الدين. أشرف الآشراف، ذو المتاقب والمراتب على الاطلاق. سيد الشرق والغرب، أبو القاسم علي بن فخر الدين جعقر بن علي ين جعفر بن محمد بن موسي بن جعقر بن إبراهيم ين موي بن ابراهبم بن موسي الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي ين
Sayfa 17