============================================================
50مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار الفصل التاسع في العموم والخصوص والمحكم والمتشابه والناسخ والمتسوخ إن العموم والخصوص لايرجعان إلى الألفاظ من حيث هي حروف وأصوات، بل من حيث إنها دالة على معانيها بالوضع أو الاصطلاح في الأذهان والأعيان. فالعموما والخصوص إذأ في الأذهان والأعيان؛ والعموم بالأذهان أولى، والخصوص بالأعيان أولى. وما من لفظظ عام في القرآن إلا وقد دخله التخصيص وما من تخصيص إلا وقدقارنه التشخيص. فأما تخصيص العمومات، فمثل قوله تعالى: (يا أيها الناش اغيدوا ربكم): وهو خطاب عام لجميع الناس، ومن ينطلق عليه اسم الإنسانية. تم لم يمكن إجراؤه على عمومه؛ لأن المجنون والصبى إنسان ، ولم يتناوله الخطاب؛ فوجب تخصيص اللفظ العام بمن له عقل كامل، والمجنون ليس بعاقل، والصبي ليس بكامل.
وأما تشخيص المخصوصات فمما أغفلها كثير من أهل العلم؛ فإن "الناس" قدخصص بالمكلفين، وقد يشخص بجماعة مخصوصين: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)، والتكليف بالإفاضة على ناس مخصوصين، و"من حيث أفاض الناس" هم قوم غير أولئك المكلفين، هم الهداة المهديون: فتخصص منهم أيضا شخص واحد، هو "الناس": (أم يخسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) قيل في التفسير هو محمد -صلى الله عليه وآله- وذلك هو تشخيص الخاص؛ ونسبته1 إلى الأشخاص نسبة الخصوص إلى العموم. و من ذلك القبيل قوله تعالى: (ورخمتي وسعث كل شيء) وذلك عام لاعموم فوقه، ثم خص الرحمة بقوم، فقال: (فسأكتبها للذين يتقون ويوتون3 الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) ثم خصها بقوم. فقال: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) تم تشخصها بشخص مخصوص هو "الرحمة": (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)؛ ومن ذلك القبيل قوله تعالى: (آمنا بربالعالمين) وهو إشارة إلى عموم الربوبية لجميع العالمين. ثم فال ليتهنل
Sayfa 116