رجال التشخيص
القطعة الأولى
القطعة الثانية
القطعة الثالثة
رجال التشخيص
القطعة الأولى
القطعة الثانية
القطعة الثالثة
مدرسة الأزواج
مدرسة الأزواج
تأليف
محمد عثمان جلال
مدرسة الأزواج وهي ثلاثة قطع.
إن تكن المرأة ذات خفة
ولم تكن أصيلة في العفة
فحبسها أو حجزها لا ينفع
لأنها من كل باب تطلع
رجال التشخيص
أمين وأدهم:
أخوين.
ظريفة وبدور:
أختين.
حسنة:
خدامة بدور.
نصير:
عاشق ظريفة.
إبراهيم:
خادم نصير.
واحد:
معاون.
واحد:
مأذون.
القطعة الأولى
المنظر الأول (أمين وأدهم)
أمين :
يكفا كلام في كل ساعة يا جدع
كتر الكلام مع النزاع ما له نفع
أعيش على كيفي ولا اختص بك
وانت كماني عيش زي ما يعجبك
ولو تكون في العمر أكبر برضنه
الاتنين بعون الله نعرف بعضنه
واكتر كلامك بوش أنا ما أسمعه
والرأي لو تعطيه صائب ما اتبعه
وفر على روحك كلامك بعد ده
أنا كتير مرتاح من العيشة كده
أدهم :
الناس كتير على دي المعيشة ينبطم
أمين :
بس المجانين اللي زيك يسخطم
أدهم :
وصل جميلك والسفه ما هو مليح
أنا كفرت اللي بقول لك علصحيح؟!
أمين :
حيث إنها وصلت معاك للحد ده
وغلبت تحكي لي وانا ساكت كده
قل لي بقا عللي سمعته واوصفه
على شان انا لاخر أموزه واعرفه
أدهم :
أهو جمود الطبع اللي فيك ظهر
مع الحماقة والنفور اللي اشتهر
خليت جميع الناس تضرب بك المثل
حتى الهدوم اللي عليك طلعت شضل
أمين :
بدك أوافقكم وللموضة امتثل
وكل ساعة باللونضة اغتسل
والبس قميص مكوي وحتت بنطلون
وكل ساعة أشتري من كرتلون
وأقلد اصحابك بسترة وانزنق
ورباط للرقبة وزيك انخنق
واقنعر الطربوش واغطي جبهتي
واسبسب الشوشة وابين قصتي
واشك لي استيك ولو انه شكك
واشرب سجارة من ورق وارمي الشبك
وابطل المركوب وألبس لستكة
واقعد على القهوة وأشرب مستكة
واستعمل البدرة وأحلق لحيتي
وفي سرير أنعس وابطل فرشتي
ان كان بدولي أعجبك دا شيء خفيف
إياك ابقا زيكم واحد لطيف
أدهم :
القصد تبقا زي غيرك في البلد
من خوف لا ينقد عليك منهم أحد
وتوافق العالم على ما هم عليه
أيوا المخالفة والمفارقة بس ليه
إن بدلوا الموضة تبدل زيهم
لا تكون واصل قبلهم ولا بعدهم
ولا تدقق زي بعض الناس كتير
وبدال لبس القطن تلبس لك حرير
وتحطلك كفة وجبرة في الدلاب
مش كل ده معدود من رأي الصواب
بس انت زي الناس اعمل حيث كان
بدك تخالف لجل ما يقولوا: فلان
أمين :
واسمك كبير عني وتحكي دالحديت
الشيب على راسك ولسا ما دريت
تفضل لإمتا يا أخي تنتفع كده
حشم شوية حيث بلغت العمر ده
أدهم :
هوا كمان دا ذنب تنك تمسكه
وكل من شابت دماغه تهتكه
وكل ما تشوفني مصلح أو نضيف
أو بس لابس طقم أو طربوش لطيف
تقعد تعزرني وتلزمني السكوت
هو كل شايب عندكم لازم يموت؟!
ولا يدان لابس هدوم موسخة
ومن العماص تصبح عيونه منفخة
أمين :
من حيث كان أنا هدومي كلها
جيا على قدي وانا مبسوط بها
ما دام طربوشي على راسي فسح
وكل ما يقدم أهو بينمسح
وجبتي من جوخ صايه للدفه
ونعل مركوبي شبيه القلحفة
اللي اعجبه يسكت واللي ما اعجبه
يغمض العينين لما أمر به
المنظر الثاني (بدور وظريفة وحسنة، ويكون أدهم وأمين واقفين بعيد عن الناس في آخر التياتر، ويتحدثوا مع بعض بشويش.)
بدور (لظريفة) :
ما لك كده يختي صبح حالك عدم؟!
حسنة (لظريفة) :
من حبستك في البيت صبح ما فيكي دم
ظريفة :
أهو كده طبعه ... ... ...
بدور : ... ... ... وليه يعمل كده؟!
حسنة (لبدور) :
لكن أخوه طبعه جميل مش زي ده
والله يا ستي إن بختك جا عدل
اللي ما جا في وقعتك راجل رذل
بدور :
على الخصوص اليوم معرف اش دعاه
لا سك لي ضبة ولا خدني معاه
حسنة :
يسك بيتك ليه سكه كبتين
أمين (وهو ماشي يقابل بدور) :
ما لك كده يا بنت رايحة بس فين
بدور :
راح آخد أختي لجل نتفسح سوا
لابو السعود الجارحي نشم الهوا
أمين :
روحي انتي وحدك زي ما يكون يعجبك (ويشاور على حسنة الخدامة.)
وادي كمان واحدة معاكي تصحبك (ويقول لظريفة):
أما انتي أوعي بس ملباب تطلعي
وإذا أردتي تخرجي يكون معي
أدهم :
وليه كده مش يخرجوا يتفسحم
طبع الشباب يجروا سوا ويرمحم
أمين :
كل الشباب اللي كده دول مجنين
لا بالشمال تأمن لهم ولا باليمين
أدهم :
طيب، على الفسحة تروح مع أختها
أمين :
تخرج معايا بس إن كان بدها
أدهم :
دا مش كلام ... ... ... ...
أمين : ... ... ... شغلي أنا وأعرفه
واللي بيلبس توب أهو بينضفه
أدهم :
وخروجها مع أختها مين عيبه؟!
أمين :
أهو كل واحد يعمل اللي يعجبه
دول مش يتاما وأبوهم قال لنا
هم في وصيتكم وعلقهم بنا
وقال تربوهم وإذا كبروا لكم
تجوزوهم أو تشوفوا شغلكم
وانت معك واحدة أهي اتكفل بها
وانا كمان زيك معايا أختها
دبر أمور اللي معك يا ألمعي
وأنا أدبر في أمور اللي معي
أدهم :
لكن بشوف ... ... ... ...
أمين : ... ... ... وانا بشوف وخبرك
بصوت عالي أنصحك وادبرك
انتا تريد تمشي على رأي الحريم
وتجيب لها واحد أغا واسمه كريم
وتجيب لها كيخا وتخرج كل يوم
ويفوت عليها اليوم وهي ما تشوف نوم
وتقول حرية وتفضل في الكسل
وانت على قلبك أهو أحلى ملعسل
تعرف خلاصك يا أخي لكن أنا
بدي مراتي تنها قاعدة هنا
تفضل أميرة عاقلة ومأدبة
ديما لحاجة بيتها مرتبة
تقعد تنقي قمح وتطبق غسيل
ولا تخيط في يلك كمه طويل
لا تستمع قالوا وقلنا لا ولا
لوحدها تخرج وتمشي في الخلا
أحسن كمان يحصل كده ولا كده
أنا مليشي قلب يحمل كل ده
وتكون سبب لي في الزعل أو الجنون
وتجد في راسي من الغفلة قرون
حيث إنها هيا بقت في ذمتي
وبالكتاب لا شك تطلع حرمتي
واجب عليا اني أراقب ربها
ما دمت عند الناس بقيت مسئول بها
ظريفة :
واش أحوجك لده وده؟! ... ...
أمين : ... ... ... ... هس اخرسي!
أوعي تقولي بم أو تتنفسي!
بدور :
وتخاف على أختي إذا خرجت معي؟!
أمين :
معلوم أخاف، يالله لوحدك اطلعي
أنا لكم غلبت ساكت من زمان
تخرج معاكي ازاي ويبقا لها أمان؟!
بدور :
لازم أنا أحكي على اللي في الضمير
الناس عندك كلها تطلع حمير
البنت هي أختي وانا لخرا أختها
هيا تشوف بختي وانا اشوف بختها
معرفش هي ناظرة بأي عين
والفكر يلجيها معك لحد فين
لكن بأفعالك وعدم الائتمان
في قلبها ربت كراهة من زمان
حسنة :
والحبس دا كان ليه؟ هيا أذنبت؟
إن كان عليها ذنب أهيا اتأدبت
دا جنسنا رد البدع ويا الدمن
وإذا ائتمنته يوم يفضل مؤتمن
هو الاحتراس يا عم ينفع للنسه
دول زي ما قالوا حجارة مجبسة
وان كان للواحدة غرض تحصله
وان كان راجلها بطل تستغفله
ما يغركوشي يا رجال كتر الغفر
ألفين فارس ما يسدوا في نفر
ما حد في الدنيا نفع غير الأمان
من يأمن النسوان تنه في طمان
وان حد خونهم يتنه في عذاب
حتى يقضي العمر في عيشة هباب
ما يحفظ النسوان إلا نفسهم
وادين بقولك عن حقيقة جنسهم
تتنبه الواحدة إذا منعتها
تبقى كأنك علردي نبهتها
أمين :
مسكين يا أدهم ودي تربيتك
سبحان من يعلم حقيقة نيتك
أدهم :
والله كلامها يا أخي عين الصواب
لا الحبس ينفعهم ولا كتر العذاب
وان كان هيا بنت أو كانت مرة
الحبس والتضييق عليها مسخرة
دا العرض من نفسه إلى نفسه يصون
واش يعمل التحكير في القلب الحرون؟!
ما دام يميل لك قلبها وتملكه
أطلق سراح الجسم برا واتركه
زي الحمامة اللي تكون ولفتها
ترجع ترفرف لك إذا ما فتها
أمين :
دا مش كلام ... ... ... ...
أدهم : ... ... ... كلام وأعمل به كتاب
دا الضحك يلزمنا نعلم به الشباب
باللطف نوري له الغلط عند اللزوم
وطبيعة العصفور تنفر ملهجوم
لكن بالحيلة اللطيفة والفرص
نقدر نجيب إيده ورجله في القفص
من حي ما بحتال على ستي بدور!
في أغلب الأوقات أوافقها وادور
وان كان هواها جا أسيبها وحدها
وتروح تتفسح إذا كان بدها
وفي الدمرداش والحسين تقدر كمان
تروح وتمشي وحدها مع الأمان
وحيث أبوها كان أوصاني بها
ليه بس بالتحكير أقصر عمرها؟!
ما دامت الأيام تفوت من عمرنا
لا يوم يتعوض ولا يرجع لنا
أمين :
بريه من طبعك! ... ... ...
أدهم : ... ... ... أهو طبعي كده
عاوز أقول لك إيه كماني بعد ده؟!
دي أغلب النسوان إذا ما اتبحبحم
زي الصغار لموت أبوهم يفرحم
أمين :
لكن ابنك دا على ما تعوده
يا تصلحه بالاعتياد يا تفسد
وإذا فسد طبعه وهو لسا صغير
يفضل مصمم علفساد وهو كبير
أدهم :
هيا بدور مش ست حره برضها
والا كمان رايح تخوض في عرضها؟!
أمين :
لكن إذا كبرت وصارت حرمتك
وصبحت زي النسا في عصمتك
تفضل تحب السرمحة زي الرجال
ومنين تغير طبعها يا ابن الحلال؟! (ويلتفت لظريفة):
قومي ادخلي جوا وعن دول ابعدي
أحسن كمان يا الله السلامة تنعدي
المنظر الثالث (أدهم وأمين وبدور وحسنة)
أدهم :
أما أنا راضي بعيشتي مع بدور
أمين :
برض الحجر يلتط طول ما هو يدور
أدهم (وهو يضحك) :
دا شيء مقدر عالجبين وينكتب
ما حد يعرف هو لمين بينتسب
أما انت منسوب لك هنا كل السبب
بالحبس والتكدير لها مع التعب
أمين :
اضحك على نفسك وانت اختيار
أهو تقضي عيشتك زي الحمار
بدور :
ما دمت أنا زوجة أخوك لاشرفه
واحفظ عليه توب الشرف وانضفه
وان كنت أنا زوجتك لربي لك قرون
واعمل على عندك واللي يكون يكون
حسنة :
دحنا نآمن كل من يأمن لنه
أما اللي زيك بشره بالخائنة
أمين :
لمي لسانك سيف ماضي يقطعه
وسيخ حديد في نن عينك يقلعه
أدهم :
انتا اللي جايب دا لنفسك بالصحيح
قالوا القبيح ما يجيب لنفسه الا القبيح
المنظر الرابع
أمين (لوحده) :
راجل قليل العقل مشنب ملتحي
والشيب ملا راسه وهو ما يستحي
لكن كلامي فيه خسارة والنبي
اتعبت روحي بس في فهمه الغبي
لاحرم ظريفة تبص يوم في خلقته
أحسن يضيع منها اللي مني كسبته
المنظر الخامس (أمين لوحده يقف في آخر التياتر، وإبراهيم ونصير أمام الناس.)
نصير (لخدامه إبراهيم) :
أهو بعينه الراجل الندل اللئيم
اللي منع عني ظريفة يا ابراهيم
أمين (يظن أنه لوحده) :
الناس تلفت كلها في دالزمن
ما حد منهم بس عندي مؤتمن
نصير :
لما أروح جنبه وأمشي واتبعه
وانحك فيه واشك لي صحبه معه
أمين (يظن أنه لوحده) :
على الخصوص اليوم وجيله اللي ظهر
بكثرة اللذات وبالخبص اشتهر
إبراهيم (لنصير) :
قرب عليه ... ... ... ...
أمين (يظن أنه لوحده) : ... ... والبعد عنهم في الكلام
يحكم غنيمة ... ... ...
نصير (لأمين) : ... ... وعليكم مني السلام
أمين :
دا لي أنا؟ ... ... ... ...
نصير : ... ... ... أيوا، بقول: نهار سعيد
أنا منا جارك وبيتي مش بعيد
زعلت وحدي قلت شوف جارك حضر
اقعد معه ساعة وقول له علخبر
أمين :
انهوا خبر؟ ... ... ... ...
نصير : ... ... يبقا انت منتاش في البلد
إن الملك يوم الخميس جاله ولد
والناس كتير على سرايته مجمعه
وبدال مزيكة تلاقي أربعة
والبهلوان على السطوح حبله نصب
ومزينين كل السراية بالقصب
قاعد لوحدك يا أخي بتعمل إيه؟!
أمين :
بشوف شغلي ... ... ... ... ...
نصير : ... ... يا سلام! دا شغل إيه؟!
روح بس ساعة في النهار أو ساعتين
أمين :
روح فضنا، هو أنا بافضا منين؟! (ويروح.)
المنظر السادس (نصير وإبراهيم)
نصير :
واش بعدها في ابن الحرام دا يا ابراهيم؟!
تفضل ظريفة تحت إيده دالبهيم؟!
باني عليها صور من كل الجهات
ومضيق الدنيا وطالع في التبات
ما بس فاتها يوم تخرج وحدها
وكل ساعة بس قاعد عندها
إبراهيم :
يا شيخ لا تزعل وفيه ما تفتكر
دا نطع جامد بالقوي مخه عكر
لكن أفعاله تساعدنا هنا
على بلوغ القصد منها والمنى
حيث المرة اللي تنحكر عن الحبيب
من غير مشقة وصلها يحكم قريب
والزوج ويا الأب إن زادوا احتراس
تتوه مخانتهم بتضييع الحواس
ويسهلوا كل الأمور لمن عشق
بس العزول هوا لوحده يتمشق
فهمت مقصودي والا أقول كمان؟!
دانا مدقدق في الأمور دي من زمان
وخدمت ميت واحد وانا أقضي شغلهم
واستغربوا فعلي ومكري كلهم
ركك على جوز المرة يكون رزل
وهي تسلم غصب عنه وتبتذل
يدخل من العتبة مكشر ملتوي
وفي الكلام الجد تلقاه فشروي
ويقول لها: ليه تفتحي الطاقة كمان؟!
وليه كدا تتكلمي مع الجيران
وان راحت الحمام على بابه يقيم
يعمل قوي شاطر وهو لسا غشيم
ما تفتكرشي يا أخي قصر الكلام
الزم ظريفة بس مني والسلام
نصير :
لكن ادي شهرين فاتوا بالعجل
والقلب فيها هام وبالنار اشتعل
وادي كمان شهرين وانا مشغول بها
في فرد كلمة بس أحكيها لها
لو كان لها خدام والا خادمة
والا مقدم بس والا مقدمة
كان بالفلوس اعرف أميل عقلهم
واحكي على شوقي لها وأقول لهم
إلا مسددها عليا داللئيم
أنا اعمل ايه فيه؟! بس قل لي يا ابراهيم
إبراهيم :
لدالوقيت لسا محدش قال لها
ولا بلغها انك قوي تحبها
نصير :
في كل يوم أنا عاملها شغلتي
ووجهها لبيض جعلته قبلتي
وبالعيون ديما أبلغها السلام
ولا بقاش فاضل لنا إلا الكلام
لكنها يا هلترى من النظر
تفهم وإلا كل ده رايح هدر
إبراهيم :
أما الكلام بالعين ده ما لوش أمان
يا بالكتابة تفهمك يا باللسان
نصير :
اعمل لنا حيلة على تفهيمها
من أجل ما اطمن وأشرب خيمها
إبراهيم :
فهمت يكفا قوم بقا وادخل بنا
في البيت نتحدت ونخلي فكرنا
القطعة الثانية
المنظر الأول (ظريفة وأمين)
ظريفة (لوحدها) :
يا رب، من دون البنات أفضل كده؟!
مربطة عند الراجل دا مقيدة؟!
لالعب عليه ملعوب عسى الله ينطلي
وافك به قيدي الحديد وأنجلي
أمين :
مالك كده؟ ... ... ... ...
ظريفة : ... ... ما لي كده ازاي يا صبي؟!
ما دريتش بللي صابني وحل بي؟!
واحد من الجيران مزعلني كتير
وكل ما تخرج يجي زي الغفير
أمين :
أيوا عرفت الشخص اللي بتوصفيه
وعرفت بيته وكأني كنت فيه
مش هما قالوا لك عليه اسمه نصير
دالوقت اروح له لو يكون عند القصير
ظريفة (تقول وهي خارجة) :
يا رب دي مني جسارة زايدة
ولا يليق من البنات تعمل كده
لكن مع راجل رذل ما فيه ملام
العذر مقبول والخيانة مش حرام
المنظر الثاني
أمين (لوحده يخبط على باب نصير ويقول) :
يا اللي هنا حدش هنا ما بتسمعوش
دولا جماعة من ولاد حلق وحوش
يا ناس يا اللي فوق يا أولاد الزنا
حدش هنا؟ حدش هنا؟ حدش هنا؟
المنظر الثالث (نصير وأمين وإبراهيم)
أمين (لإبراهيم اللي خرج الأول) :
ما فيش هنا الا انتا؟! عجايب والنبي!
ما تقول لنا سيدك خرج فين يا صبي؟
نصير (يخرج ويقول) :
أهو أنا سيده ... ... ...
أمين : ... ... ... أهو إنت الطلب
نصير :
عظيم قوي، يا هلترى واشلو سبب؟!
أمين :
هو انتا يا ابن الناس مش اسمك نصير؟
نصير :
أيوا أنا برضي ولا في حد غير
أمين :
بقا أنا جيت في سؤال وله لزوم
نصير :
ادخل وشرف منزلي حكم اللزوم
أمين :
أنا الشرف دا معرفوش ولا الدخول
كدا وانا واقف ... ... ...
نصير : ... ... ... ولكن مش أصول
أمين :
قصر الكلام ... ... ... ...
نصير : ... ... طيب أجيب كرسي هنا
أمين :
احكي وانا واقف كده، بقول أنا
نصير :
العفو يا سيدي ... ... ...
أمين : ... ... أهو بدي كده
نصير :
اتفضل اقعد، ليه بس العند ده؟!
أمين :
لابس قل لي على الصحيح في دمتك
انتا جدع مظبوط وباينة همتك
هوا أنا مش الوصي يا هلتره
علبنت دي اللي ساكنة في القنطرة؟!
نصير :
صحيح ... ... ... ...
أمين : ... وحيث إني مصمم علجواز
ولي كمان شهرين بحضر في الجهاز
ليه بس انتا كل يوم مدبوق بها؟!
وتدعي إنك قوي تحبها؟!
نصير :
أنا ... ... ... ... ... ...
أمين :
بقول لك أيو انت يا جدع
بلا لواعة في الكلام بلا بدع
نصير :
مين دا اللي قال لك فين هو؟ وانا أكدبه
على الكلام اللي نقل واأدبه
مين بس قول ... ... ... ...
أمين : ... ... ... أهو بلغني عن ثقة
نصير :
ما تقلش مين ... ... ... ... ...
أمين : ... ... ... ما اقلش انا عليه بقه
نصير :
لازم تقول عنه ... ... ...
أمين : ... ... ... دي هيا بنفسها
نصير :
هيا اللي قالت؟ ... ... ...
أمين : ... ... ... أيوا هيا برضها
دنا مربيها وهي لسا صغار
ما عمرها غيري رأت جدعان كبار
واحنا على السفرة بناكل في العشا
لوحدنا الاتنين في وقت العشا
قالت عليك انك إذا ما شفتها
إن كان معي تمشي والا وحدها
لا بد ما تمشي وراها ساعتين
وتدان تحدتها بأطراف العنين
حتى ظهر حالك وفهمت مقصدك
وفضلت تتمنى انها يوم توعدك
لكن رأت في قلبها حبي انزرع
وصار جريك عندها من غير نفع
نصير :
بقول هيا اللي حكت لك دالكلام ؟
أمين :
أيوا وقالت لي اخبره حالا قوام
حين شافتك في حبها مشغوف قوي
وبنار هواها منحرق ومنكوي
من كتر ما زادت زعل وعكننة
ما لقتش واحد يخبرك إلا أنه
وادين بنفسي جيت هنا وبوعبك
من بعد دا تستاهل اللي يحل بك
دا حبها ممنوع على غيري حرام
أوعا لنفسك وانتبه لدا الكلام (ويبعد.)
نصير (لإبراهيم بشويش) :
وانت اش يكون رأيك بقا كيف العمل؟
إبراهيم :
أبشر بوصل الحلو وبلوغ الأمل
لا بد ما فيه سر ظاهر للعيان
بس انت اصبر له وهو بكره يبان
في دمتي ملعوب عليه من حرمته
وبدها ترمح كمان في غفلته
المنظر الرابع
أمين (لوحده) :
أما انخزى والخزي كان باين عليه
والخوف ظاهر من كلامي في عنيه
لاخبر ظريفة علكلام اللي جره
وانه عرف بأن شغله مسخرة
من شان مزاجها من كلامي اليوم يروق
ومن الزعل لنفسها تقدر تفوق
ما شفت في النسوان حرة مثلها
ولا نظيرها بعدها ولا قبلها
دا حمو من تربيتي فيها انطبع
تزعل وتظربن إذا شافها جدع
المنظر الخامس (ظريفة وأمين)
ظريفة (تقول بشويش وهي داخلة) :
لحسن نصير من وهجته يكون ما فهم
ولا بمقصودي لحظ لا وعلم
لافهمو النوبة الغرض بالمفتشر
إياك يخلصني من الراجل الكشر
أمين :
حقا اسكتي ... ... ... ...
ظريفة : ... ... إيش الخبر؟ ... ...
أمين : ... ... ... ... خبر عجيب!
وشيء ظهر لي زي ما قلتي غريب!
حين قلت له اصفر لونه وانقطف
وصار يتهته في كلامه وانكسف
وأظن عمره ما بقا يرجع لها
ولا بقا يعود لعملة زيها
ظريفة :
والله أنا خايفة يكون من حمقته
نوى على عملة تداوي علته
أمين :
والخوف بقا من إيه ما هو فضها
ظريفة :
والله القباحة والرذالة برضها
بالكش ساعة ما خرجت انت إليه
وفضلت حصة طيبة تنده عليه
رأيت في الحارة جدع فايت شباب
حدف من الشباك شيء زي الحجاب
لا بد فيه مكتوب مطوي أرسله
واللي رماه ما قدرتش اني احصله
راح بالعجل يجري وخلاني عدم
وركن في قلبي من الغيظ انهدم
أمين :
أما صحيح خباص وكل الخبث فيه
إياك لوحده بس مرة ألتقيه
ظريفة :
لكن من الواجب نغيظه ونفقعه
ونرد مكتوبه عليه ونرجعه
بس اما اشوف واحد يكون غيرك
أمين : ... ... ... ... ... وليه
هوا كمان دا شيء ما أقدرشي عليه؟!
من شان عيونك يا ظريفة لاحمله
وارميه هناك لابن الزنا اللي أرسله
مش نفتحه ونشوف إيش دا وضبه
ظريفة :
أوعى تجي يمه ولا تقربه
أمين :
ليه بس ... ... ... ...
ظريفة : ... ... يبقى انتا كدا واصل غشيم
الحمد لله يا أخي ذوقك سليم
يمكن كلام في العرض أو قلة أدب
تبقا لتعكير جتتي انت السبب
خليه بختمه زي ما جا ابعته
وارميه في وشه واوعا تحدته
لأن واحد زي ده ما له اعتبار
ولا يليق به شيء غير الاحتقار
خليه يموت في كسفته من الخجل
وتجد في قلبه الكراهة بالعجل
أمين :
والله كلامك يا ظريفة بالأصول
مين بس زيك في البنات يعرف يقول؟!
أما حقيقة أثمرت تربيتي
تستاهلي انك تكوني حرمتي
ظريفة :
وانتا كمان اللي يقع بتصلحه
الظرف أهو فيدك وتقدر تفتحه
أمين :
بعد الكلام الحلو والعقل الزكي
أقدر أخالف يا ظريفة قولكي؟!
هو مش بعيد عني يدوب خطوتين
أروح أرميه له وأقول له كلمتين
المنظر السادس
أمين (لوحده) :
أما ظريفة زيها ما فيه بنات
ولفظها اللي تلفظه سكر نبات
وفي الحرورية دي ست مخدرة
آه من ذكاوة عقلها والمقدرة!
لما أشوف الوصف دا فيها أطير
حتى الجوابات عندها دا عار كبير
ولا عجبها دا الجواب تقطعه
إلا على إيدي كمان تشيعه
يا هلترى امراة أخويا أختها
يطلعش من إيدها تحاذر زيها
لكن على ظني البنات عند الكبر
يبقوا على ما يعودوهم في الصغر (ثم يخبط على باب نصير ويقول):
يا للي هنا ... ... ...
المنظر السابع (أمين وإبراهيم)
إبراهيم : ... ... ... مين اللي بيخبط هنا
أمين :
افتح بقا لما أقول لك دا أنا (ينفتح الباب ويقول أمين):
روح قول لسيدك ما بقا يكتب كتاب
ويشيعه ملفوف لنا زي الحجاب
أحسن ظريفة حرمتي زعلت قوي
أهو الكتاب مقفول بختمه منطوي
يكفاه بقا أهوا أمره اشتهر
والعشق ويا الكدب من فعله ظهر (ويروح.)
المنظر الثامن (نصير وإبراهيم)
نصير :
انهو جواب اللي بيحكي لك عليه؟!
إبراهيم :
جواب أهو ملفوف خد شوف فيه إيه
بيقول عليك انك بعثته لحرمته
من غير ما تقراه أهيا ردته
إن فاتني حزري يكون ملعوب عظيم
قوم افتحه واقراه دا راجل غشيم
نصير (يقرأ الجواب) :
إنك بلا شك تتعجب من هذا الجواب، ويبان لك إني جازفت بنفسي عند تحريره، وتعلم كيف توصلت إلى كتابته، وأعجب من ذلك الطريقة التي اخترعتها في توصيله إليك، لكن الحالة التي أنا فيها أوجبتني لفعل ذلك، وسبب هذه الجسارة هو أنهم عزموا على جوازي بهذا الشخص، بعد ستة أيام، فلأجل خلاصي من تلك الورطة قد اخترتك، وقلت إنك أولى بي من هذا العنيد، فلا تظن مع هذا أن الاضطرار هو الذي أوجبني للميل إليك؛ فإنك عندي بمنزلة الأعز الأكرم، وإن الاستعجال هو الذي أوجب عدم الاعتنا بالكتابة، وربما أكون نسيت الواجب من أمور المودة والمحبة، فإن كان لك ميل إلينا فالأمر يتوقف على رضاك، وها أنا منتظرة إفادة منك تدلني على ما في قلبك ومنزلتي عندك حتى يمكنني أن أخبرك بما نويت على فعله، لكن افتكر ان الأمر مستعجل جدا، وان قلوب المحبين غنية عن التعبير بكثرة الكلام.
ظريفة
إبراهيم :
أما كدا ملعوب عظيم ولا بلاش!
وزي دي حيلة جميلة ما بقاش!
نصير :
بقيت أنا معذور في عشقي لها
على الخصوص لما ظهر لي عقلها
إبراهيم :
أوعا احسن الملعون أهوا جا هنا
تحكي معه ولا معه أحكي أنا؟
المنظر التاسع (أمين ونصير وإبراهيم)
أمين (لنصير) :
بدك كمان ترسل جواب وتحبشه
وتوضعه في كيس حرير وتدندشه
وتبث فيه شوقك وبعدين تنكسف
وتبان أمورك للعيان وتنكسف
فضك بقا نانا ودوق ملحك كمان
ولا تقول أعشق فلانة أو فلان
دا قلبها مشغول بحبي يا صبي
أما غرورك زاد وحياة النبي
نصير :
في دمتي يا سي أمين سلمت لك
ما انتا بشر بين الرجال انتا ملك
توبة على يدك بقا من الغرور
حقيقة إنك بطل قوي جسور
أمين :
معلوم بطل ... ... ... ... ...
نصير : ... ... من غير كلام بطل صحيح
واللي حصل مني بحقك مش مليح
أمين :
ما فيش كلام ... ... ... ... ...
نصير : ... ... ما فيش كلام ولا حديت
لما بلغني همتك بعدين رسيت
ونزلت لك عن الطلب برمته
واللي مضى فته وأبريت دمته
أمين :
عملت طيب ... ... ...
نصير : ... ... بس يكفا والسلام
دي بنت حرة ما عليهاشي ملام
الحق بيدها في الزعل دا اللي حصل
واهو جوابي زي ما جبته وصل
أمين :
كلام مليح ... ... ... ...
نصير : ... ... وانا كمان قلبي سلا
ولا بقا أدنى عشم فيها ولا
لكن من لطفك وظرفك والكرم
تسمع كلام عاشق من الحب انحرم
والعشق من قلبه على الرغم انسلب
واستولت الأحزان عليه وانتا السبب
اعمل مروءة وخصها بأزكى السلام
وقل لها عني أنا آخر كلام
فاتت ثلاث اشهر وانا مكوي بها
وزي عينيا فؤادي حبها
لكن عمري في ضميري ما خطر
من أجلها في البال شيء وفيه خطر
إلا هوى عذري نقي خالص نضيف
من قلب صافي قد ما يقدر عفيف
أمين :
طيب ... ... ... ... ... ...
نصير : ... وحيث إن الفؤاد كان مال لها
وكان مقصودي أنا ازوج بها
لكن رأيتها اليوم بك متولفة
فقلت للقلب ارتجع عنها كفه
أمين :
برضه كلام طيب ... ... ... ...
نصير : ... ... ... وانا من بعد ده
لما وصلنا في الكلام للحد ده
زال العشم منها وهي في فكرتي
وكل يوم فيها تجيني سكرتي
وان كنت أقاسي في الهوى كل العذاب
ما بس أسلاها ولو زرت التراب
ولا هناك مانع صغير ولا كبير
إلا مراعاة خاطرك يا سي الأمير
أمين :
أما الكلام اللي حكيته عن يقين
كله كلام عقلا وناس متأدبين
لاحكيه لها بالحرف وانت فضها
يكفا بقا ما عدت تتعلق بها (ويخرج.)
المنظر العاشر
أمين (لوحده) :
والله قوي صعب عليا دالجدع
انهت واصل والعشم منه انقطع
وراح وقلبه بالهوى مكوي ملان
ولا بقى يقول فلانة أو فلان
لكن عليه الحق حيث إنه عرف
بأنها تحبني ليه يحترف (ويخبط على بيته.)
المنظر الحادي عشر (أمين وظريفة)
أمين :
حقا الجدع دا ما رأيتشي وصفته
أخد الجوب مني وهو في كسفته
جاهد ولما شاف نفسه ما انتصر
قطع العشم واصل وعنك اقتصر
ورجع يحلفني بأيمان القتيل
وقال أقول لك عالكلام ولو طويل
بأن له شهرين تلاتة منطوي
على فؤاد من نار حبك منكوي
وإن في باله بحبك لم خطر
وارد وإلا شيء يكون لك فيه خطر
وإن قلبه والفؤاد برمته
مال لك وكان قصده تكوني حرمته
لكن رآكي اليوم بي متولفة
فقال لقلبه: ارتجع نانا كفه
وإن كان يقاسي في الهوى كل العذاب
ما بس يسلاكي ولو زار التراب
ولا هناك عنك موانع تمنعه
إلا مراعاته حقوقي ترجعه
صعبت عليا يا ظريفة حالته
حتى بقيت أبكي وانا باحدته
ظريفة (بشويش) :
ما خاب ظني فيه دا الحلو الهني
كم بان من عينيه إنه يحبني!
أمين :
بتقولي إيه؟ ... ... ... ... ... ...
ظريفة : ... ... بقول على شان ما أكرهه
تشفق على حاله ولا تسفهه
أمين :
هوا أنا أظهرت أو بينت له؟!
دا فيه غرام مسكين يمكن يقتله!
ظريفة :
يبقا كمان ما يحضر كشي اللي نواه
والقصد يسرقني ويجعلني دواه
ومين يعيش من بعد دالعار؟! يا سلام!
أبقى في وسط الناس عرضة للملام؟!
أمين :
إيه إيه؟! ... ... ... ... ...
ظريفة : ... ... أيوا اليوم بلغني عن خبر
قاسي ويترتب عليه لنا خطر
أنه حلف بدمته ودمتي
بأنه يسرقني وانا في فرشتي
على الخصوص لما سمع إن الجواز
من بعد جمعه رح يكون بعد الجهاز
واجب عليك انك تقدم مدته
وبالعجل ندخل ونخفي لعبته
أمين :
ما تصدقيش ... ... ... ...
ظريفة : ... ... حقا ظهر منه الصلاح
وكل شيء يفعله يبقى مباح!
أمين :
أمال أقول لك إيه؟! ... ... ...
ظريفة : ... ... ... ... بس انت امنعه
فضلت من ضحكك كدا تطمعه
لو كنت تحكي جد كان حشم وخاف
ولا مشي مرة معانا بالخلاف
إلا كمان بعد الجواب اللي ارسله
أبصر بقا انضر إيش بده يفعله
وكمان بلغني ان عنده اعتقاد
بأن له عندي منازل في الفؤاد
وأني أريد اليوم أنفض قشرتك
وأحب أخرج دالوقيت من عشرتك
أمين :
أما صحيح مجنون! ... ...
ظريفة : ... ... ... ولكن مقصده
أنه يدك السهم فيك وينفده
لما تكون عنده يدان يدهلزك
ويكرمك في حضرته ويعززك
أوعا تآمن له دا بده يفتنك
يلعب بمخك في الكلام ويختنك
ومين بقاله على الأماير دي جلد
من حي ما اشتاعت بنا أهل البلد
أمين :
بس انتي ما تخافيش ... ... ...
ظريفة : ... ... ... ... دا لازم تخزمه
وتجيب لجام زي الحمار وتلجمه
خليني اشوف لي يوم صبح عرضي شلم
دا العرض ما يرجع لنا إذا انثلم
أمين :
لازم أروح له دالوقيت وأشفره
ظريفة :
لازم كمان تعنفه وتعزره
أمين :
بس اسكتي ... ... ... ...
ظريفة : ... ... أدين أهو في الانتظار
أوعا كمان تقبل حجج ولا اعتذار
وارجع قوامك بالعجل لجلن أراك
أحسن أنا مقدرش اعيش ساعة بلاك
أمين :
حاضر على عيني وراسي ما أغيب
والله الكلام يا منيتي كلام حبيب
المنظر الثاني عشر
أمين (لوحده) :
لله ما أحلى المودة والغرام
في حب ست مخدرة صاحبة مقام!
أدي البنات للي يريد ولا بلاش!
حرة نقية زيها قول ما بقاش
دي أغلب النسوان صارت كلها
يا الله السلامة! ربنا يعلم بها! (ثم يخبط على باب نصير.)
ما بار علينا اليوم الا ده كمان
طالع على فارعه هنا يا الله الأمان!
المنظر الثالث عشر (نصير وأمين وإبراهيم)
نصير :
يا هلترى إش جابك كمان وشيعك؟
أمين :
جيت من فعالك لجل أتخانق معك
نصير :
وانا إش حصل مني؟! ... ... ...
أمين : ... ... ... حصل منك كتير
دنا قبل دا كنت احسبك جدع أمير
فضك من التزويق معايا في الكلام
واظهر لنا أصل المخبى والمرام
باللطف عاملتك وقلت اني اصطبر
وانتا على منتا عليه ما تعتبر
تعمل عليا بصطليجة يا جدع؟!
أما حقيق انك ولد صاحب بدع!
بدك تخامرني وتسرق حرمتي؟!
بكرة تبان لك همتك من همتي!
نصير :
مجنون مين اللي أخبرك عن دالكلام؟!
هو جد والا شيء رأيته في المنام؟
أمين :
هيا ظريفة اللي اخبرتني بنفسها
حتى الجران الكل سمعوا حسها
وأرسلتني لك وقالت اخبره
وإذا توقف غصب عنه أجبره
وإنها ما تميل لغيري بس يوم
ولو يصبح دمها عالأرض عوم
يكفا كلام فارغ بقا وعكننة
هتكتنا يا ابن الحلال جرستنا
نصير :
إن كان كدا قالت أنا قلبي انشرح
وطاب بعد أن كان فيها انجرح
ولا بقيت أحكي كلام ولا أشيع
وزي ما بتأمر أنا سميع مطيع
أمين :
حتى كمان إن كان بدك تقتنع
ومن حنكها نفسها تريد تستمع
بأنها تحبني وتكرهك
وتعزني كتير قوي وتسفهك
يالله بنا في بيتنا نروح سوا
وتشوف فؤادها فيك أو فيا انكوى (ثم يتوجهوا ويخبط أمين على بيته.)
المنظر الرابع عشر (ظريفة وأمين ونصير وإبراهيم)
ظريفة :
وكمان جايبه لي وقصدك بس إيه؟!
انتا عليا راح تجي ولا عليه؟!
بدك أشوفه لجل ما تزيد رغبتي
وتنشبك به غصب عني مهجتي؟!
أمين :
القصد يا روحي ان قولي ما استمع
بيقول عليا للكلام دا اخترع
واني بقول الزور انك تكرهيه
ولا تحبي فرد شعرة بس فيه
على شان كدا جبته تزول عنا الشبه
ويكون كماني راق لعقله وانتبه
ظريفة (لنصير) :
هو انت عندك شك في اللي باذكره؟!
والا أقيم برهان عليه وافسره؟!
نصير :
لما رأيت اللي حكاه ما ينحكي
وهو على الكلمة يقول ويتكي
الشك زاد عندي ولكن دالوقيت
لما نده لي اليوم وفي بيتك أتيت
سمعت أمرك والتزمت الامتثال
واهو بلغني مقصدك على كل حال
ظريفة :
لا لا اهو برض الكلام اللي حكاه
هوا كلامي برمته مش من معاه
ودا جميعه لجل يحصل لي طمان
وتتضح كل الأمور لنا كمان
وادين أقول دالوقت لجلن تفهموا
وتحققوا الدعوى هنا وتعلموا
بأنكم لتنين اللي حاضرين
لكم منازل في فؤادي مغايرين
واحد أحبه زي عيني وأعشقه
وأكره التاني وبدي أخنقه
واللي أحبه له بقلبي منزلة
لما أشوفه تعتريني زلزلة
واللي اكرهه لو مت ما اقعدشي معاه
واكدبه في الحب لو يوم ادعاه
لكن يكفانا كلام ولقلقة
ومن العذاب دا كل يوم يكفا بقه!
اللي أحبه يجتهد في الاجتماع
ويمنع التاني ويكفانا نزاع
أمين :
والله يا حلوة لعجل بك قوام
ظريفة :
وانا كمان يرتاح قلبي والسلام
أمين :
لاريحك يا نور عيوني عن قريب
ظريفة :
وانا كمان من دا المرض قلبي يطيب
غلبت ساكتة لكم واقول اش بعد ده؟!
وان كان عيب على البنات تحكي كده
لكن بالنسبة لكل اللي جره
لما بقت جرسه كبيرة وشوشرة
وجب عليا اصون عرضي وأنقذه
وأعين اللي مقصدي أجوزه
أمين :
والله كلامك حق يا نور العيون
ظريفة :
أهو غير كده معرفش، واللي يكون يكون!
نصير :
عظيم قوي أهو الكلام هنا ظهر
وعرفت قصدك بالكلام اللي انذكر
والشخص اللي طول عمرك تكرهيه
من بعد ساعة ما بقيتي تنظريه
ظريفة (لنصير) :
خيار ما تعمل؛ لأني لا أطيق
أنظر إليه في البيت والا في الطريق (ولأمين):
يا هلترى كل الكلام دا يعجبك؟!
قلتش كلام يزعلك ويخل بك؟!
أمين :
إن كان من شاني أنا مبسوط قوي
لكن صاحبنا بشوفه ملتوي
وليه كدا مسكين قوي زعلتي عليه
ظريفة :
أمال بقا بدك كماني أعمل ايه؟! (وتروح.)
أمين (لنصير) :
مسكين قوي حالك! ... ... ...
نصير : ... ... ... ما بيدي اتحكمت
أمين :
لا حول ولا قوة خلاص وصممت
نصير :
وانا كمان حيث إن دا آخر كلام
لازم أطاوعها واسافر والسلام
أمين :
مسكين قوي! باين عليك كتر الزعل
من كسفة الحرمان قلبك اشتعل
خد حضن مني قبل ما تروح والنبي
دا حضنها حضني يسليك يا صبي (ثم يعانقه.)
المنظر الخامس عشر (ظريفة وأمين)
أمين :
أما نصير غلبان! ... ... ...
ظريفة : ... ... ... وليه؟ اش غلبه؟
أمين :
على شان عيونك كتر شوقه عذبه
وانا كمان بكره لعجل بالزواج
نانا بقا تأخير ويكفانا لجاج!
ظريفة :
بتقول من بكرة؟! ... ...
أمين : ... ... ... وليه بتزعلي
بكرة تشوفي الخير لما تدخلي
وتشكريني زي ما انا بشكرك
غرشي الحيا من الجواز منفرك (ويروح.)
ظريفة :
يا رب تلهمني بحيلة تمنعه
وان كان له أدنى عشم بي تقطعه
القطعة الثالثة
المنظر الأول (ظريفة وحدها)
الموت أهون لي ولا أجوزه
جت دا حنوتي يكفنه ويجهزه
دلوقت ادحنا ليل ولا حدش هنا
أروح بنفسي للحبيب أجري أنا
أفضل كدا استنا وبكرة انورط؟!
وتحصل الدخلة وبعدين اتربط؟!
المنظر الثاني (ظريفة وأمين)
أمين :
أنا قوام راجع ... ... ...
ظريفة : ... ... ... وانا بدي أروح
أحسن معايا سر خايفة به أبوح
واللي جبرني علخروج أختي بدور
خايفة عليها لا تروح برا تدور
حبستها جوا حدانا في الرواق
وقلت أحس من زعل ولا خناق
أمين :
ليه بس؟! ... ... ... ...
ظريفة : ... ... مش عشقت نصير وحبته؟!
وطلقت جوزها القديم وكبته
دالوقت جت تشكي وتبكي لي كمان
ونزلت من كل عين لها جفان
وتقول لو يقطعوها بالسيوف
ما تفوت نصير وتفضله على ألوف
ولها على دالحال من مدة سنة
معلقة به قلبها ومجننة
أمين :
آه دالقبيحة! ... ... ... ...
ظريفة : ... ... حين عملنا اللي حصل
لما طردناه من حدانا وانفصل
وحين بلغها انه مسافر من هنا
جت لي قوام تجري حزينة معكننة
وتقول في عرضك يا حبيبتي تعذري
وإذا رأيتي عيب عليا تستري
وشالت الشباك وبصت في الزقاق
كان بدها تكلمه من الرواق
وقلدت صوتي كمان يا عشتنا!
على شان يسمعها يقول هيا أنا
لما رأيتها قلت انا لنفسي اطلعي
عند الجران مقدار ساعة وارجعي
أنا لسا بخرج إلا وانتا جيت قوام
وادي السبب لي في خروجي والسلام
أمين :
لكن أنا مالي ومال أختك تجي؟!
وانتي على شانها كمان ليه تخرجي؟!
يا لله على بيتها تروح وتنقرع
أما أخويا دا صحيح عقله خرع
ظريفة :
دالوقت تخرج بس منك تنكسف
خليك مداريها وأوعا تنكشف
وانا ازيرها وخليها تروح
والا انططها كمان من السطوح
أمين :
خلي الخروج ملباب وادين في السندرة
والا استخبا بالعجل في المندرة
ظريفة :
أوعا تكلمها هنا والا تبان
أمين :
هو انا واصل حمار والا جبان؟!
على شان عيونك استخبا في الحضير
والا اندفس أو انبرم جوا الحصير
لكنها من بعد ما تروح دي المرة
أروح لخويا أخبره بللي جره
ظريفة :
ما تجبش سيرتي في الكلام وحياة أبوك
أحسن كمان تبقى فضيحة عند اخوك (وتخش.)
أمين (وحده) :
روحي انتي متخافيش وامتى انظره
وأوعبه بللي جري وأخبره
واعرفه نفسه وأوريه دالبهيم
انه بأفعال النسا لسا غشيم
ظريفة (من جوا البيت تكلم نفسها) :
والله يختي ان حالك غمنه
لكن عمايل زي دي مش ممكنة
والعرض ما يحمل كلام ولقلقة
يالله على بيتك قوام روحي بقه
أمين (يقول وهي خارجة) :
لأتربس الباب بالكلون وأدوره
من خوف ما ترجع هنا واسمره
ظريفة (تقول وهي خارجة بشويش) :
يا رب تحفظني وفعلي تستره
وخاطري المكسور إنك تجبره
أمين :
والله لأتبعها واشوف فين قصدها
وان كان يمكني لخويا لردها
ظريفة (تروح على بيت نصير وتقول) :
الحمد لله الظلام جالي دوا
والليل دا مخلوق لأرباب الهوى
أمين (لوحده) :
على بيت نصير رحت بعيني شفتها
يا ريتني دقيت فيها وحشتها
المنظر الثالث (نصير وظريفة وأمين)
نصير (وهو خارج مستعجل يقول) :
والله دالليلة لأعمل عملتي
واسعى وابين للحبيبة همتي
مين دا اللي ماشي؟ ... ... ...
ظريفة : ... ... ... يا نصير، بلا زعيق
هيا ظريفة اللي رأيتها في الطريق
أمين :
والله يا بنت الزنا انتي تكدبي
تغيري إسمك كمان وتنصبي
ظريفة :
برضي أنا يا نصير ظريفة ...
نصير : ... ... ... ... ... تسلمي
يا اللي بجنح الليل معي تتكلمي
بكرة وديني لعمل اللي في نيتي
واحظى بوصلك عاجلا يا منيتي
أمين (لوحده) :
مغشوش يا مسكين! ... ... ...
نصير (لوحده) : ... ... ... قوامك ادخلي
يا ست روحي قد تشرف منزلي
والله لو جاني العذول لاضحضحه
واكتفه زي الخروف وأدبحه
المنظر الرابع
أمين (لوحده) :
مغشوش دالمسكين! ومين يتقصده؟!
ولا عن الفاجرة اللي زيه يبعده؟!
لكن على شان بس خاطر أختها
لاسعى وأجوزها وأعدل بختها
واكتب كتابها بالعجل على نصير
ولا عليا لوم حيث دا فعل خير (ثم يخبط على باب معاون التمن.)
المنظر الخامس (أمين والمعاون وواحد مأذون وواحد خدام بيده فنوس.)
المعاون :
إيش الخبر؟ ... ... ... ...
أمين : ... ... مني عليك أزكى السلام
الأمر لازم لك هنا من غير كلام
عندي قضية بالقوي مستعجلة
مين بس في الدنيا يحب البهدلة؟!
واحد غوي وحدة وعنده جرها
من بعدما ميل دماغها وغرها
ومقصدي نكبس عليهم دالوقيت
على شان كده يا سي المعاون كنت جيت
دي بنت ناس نكتب كتابها والسلام
أحسن كمان يعيش معاها في الحرام
المعاون :
أهو جنبنا المأذون نبعت نجبده
يكتب كتابها بالعجل ويقيده
أمين :
إن كان كدا استنا هناك واوعا تسيب
منه أحد يخرج وانا مش راح أغيب
ومرحبا بك يا أفندي لابسطك
بس اوعا واحد بالدراهم يورطك
المعاون :
يبقا كمان هي حصلت للحد ده!
هوا معاون التمن ينقال له كده؟!
أمين :
العفو موش القصد اصبر لما اجي
أنده لخويا هو قريب في الحلوجي (ويروح.)
المنظر السادس (أمين وأدهم) (أمين يخبط على بيت أدهم.)
أدهم (يقول) :
مين اللي بيخبط؟ ... ... ... ...
أمين : ... ... ... دنا ... ... ...
أدهم : ... ... ... ... ... انتا أمين؟
أمين :
لما انتا عارفني تقول لي ليه مين؟!
أدهم (يفتح ويقول) :
دالوقت واش جابك؟ ... ... ...
أمين : ... ... ... أنا بدي افرحك
حاجة ظريفة تتحفك وتبحبحك
تعرفش تحكي لي عن ستي بدور
هيا هنا والا كمان راحت تدور؟
أدهم :
وليه تسألني دي راحت في فرح
أمين :
حقا من امتا قلبها فيه انشرح!
أدهم :
والقصد إيه؟ ... ... ...
أمين : ... ... القصد أوعا تغمها
لا انتا أبوها يا أخي ولا عمها
من حي ما سمعنا كلام منك كتير!
وكل يوم تزعق علينا بالنفير
وتقول كلامها يا أخي عين الصواب
لا الحبس ينفعهم ولا كتر العذاب
وان كان هيا بنت أو كانت مرة
القفل والتضييق عليهم مسخرة
وان كان هواها جا بتخرج وحدها
وتروح تتفسح إذا كان بدها
وفي الفرح والا الجنينة دي كمان
تقدر تروح لوحدها مع الأمان
حقا كلام موزون ومنه الاكتساب
ويعلم الإنسان أحسن من كتاب
أدهم :
مش بس تحكي لي وإيه قصر الكلام!
أمين :
البنت ما لها ما عليهاشي ملام
انت اللي تفريطك عمل فيها كده
هو حد يا مسكين يعمل زي ده؟!
قوم شوف بعينك يتضح لك بختها
إن كان هي تفلح وإلا أختها
أدهم :
برضي منيش فاهم ... ... ...
أمين : ... ... ... أقول لك علصحيح
من أجل تطمن وقلبك يستريح
مش في فرح في بيت نصير ممددة
أدهم :
بلا كلام فارغ! وحوش روحك كده!
أمين :
والله بالعين دي وديني شفتها
في بيتنا كانت هناك مع أختها
ما كنت أعرف عشقها بعدين دريت
وبعد ما خرجت أنا بشويش جريت
وشفتها في بيت نصير دخلت قوام
وبالأمارة كانت الدنيا ظلام
منتش مصدق قوم معايا يا خروف
لجلن تصدقني وبالعين دي تشوف
دي من زمان لحضرته مشوقة
ولها سنة كاملة بحبه معلقة
أدهم :
تبقى ظواهر غش منها وتنطلي
إن كان صحيح أبقا أنا راجل ولي
دنا مدلعها وهي لسا صغار
ومجتهد في حظها ليل مع نهار
أمين :
لما تشوف بالعين يبان لك كل شي
وتتضح كل الأمور بالمفتشي
وانا كماني لجل ما استر عرضها
حضرت واحد للكتاب يكتب لها
لأن ما ظنيش انك بعد ده
تقبل عليها يا أخي وهي كده
أدهم :
أما أنا إن صح ما أخبرت به
ما اقدرش أجبر قلبها وأغصبه
يكفا كلام بغير نفع! يالله نقوم
من خوف تدري الناس وتتلم اللموم
المنظر السابع (أمين وأدهم والمعاون وواحد مأذون)
المعاون :
بقا اسمعوا إن كان حصل هنا اتفاق
ما بدهاش لا شوشرة ولا خناق
انتم أديكو اتنين وقعتم في البغاز
وكلكم ناويين سوا على الجواز
ونصير قال لي علصحيح وما كتم
واللي انكتب عندي أهو عليه ختم
إن الولية اللي بقت في حوزته
هيا اللي أصلح له وتبقى حرمته
أدهم :
والبنت فين؟ ... ... ... ...
المعاون : ... ... البنت جوا ما تريد
تخرج ولو يجرجروها في الحديد
المنظر الثامن (نصير والمعاون والمأذون وأمين وإبراهيم وأدهم)
نصير (يطل من الشباك ويقول) :
بقا اسمعوا لي واتركوا القول والخناق
ما تدخلوا الا بعد هذا الاتفاق
ولجل ما يبقاش كلام ولا حديت
أنا زي ما قال المعاون دا رضيت
واللي يريد منكم يوافق بالقلم
يكتب ويختم زي غيره ما ختم
ماذا وإلا مستحيل اني أفوت
اللي أحبه يوم ولو اني أموت
أمين (لأدهم) :
أما أنا ممنعش عنك حرمتك
ختمك على دا أمال والا فرمتك
أدهم :
هيا بدور قبلة؟ ... ...
أمين : ... ... ... وما لك بالسؤال؟
اكتب واختم زينا من غير مقال
نصير :
دالوقت أظهر ما خفي واوضحه
وأقول على الاسم المخبي وافتحه
هيا ظريفة اللي عطت لي قولها
وأنا عطيت قولي وأيماني لها
أدهم (لأمين) :
أهو اتضح قوله عليها بالخلاف
أمين :
اكتب واختم وانت ما لك راح تخاف (ويقول لنصير):
دالوقت يا مغشوش يظهر لك جهار
لما يروح الليل ويأتيك النهار
وترتفع عن العيون كل الستور
وتبان إن كانت ظريفة أو بدور
المعاون :
أهو كده قوموا انتو لتنين اختموا
يكفا بقا تدردشوا وتتكلموا
والبنت بعد الختم أظهرها لكم
وتعرفوها يا جماعة كلكم
نصير :
أنا رضيت بالشرط ده ... ...
أمين (لأدهم) : ... ... ... ... وانا كمان
اختم بقا زيي ويكفا كان ومان!
أدهم :
والسر دا كان ليه؟ ... ...
أمين : ... ... ... اختم يا جدع
بلا تبات يكفا بقا! بلا بدع
أدهم :
بيقول ظريفة وانت بتقول لي بدور
أمين :
يبقا كده زي الطحون نفضل ندور
أنا رضيت من غير كلام بالشرط ده
ليه بس تتوقف كماني بعد ده
أدهم :
لكن منيش فاهم ... ...
أمين : ... ... ... مليح أفهمك
وبالحديت كله أقول لك واعلمك
المنظر التاسع (تدخل بدور مع حسنة على الجماعة.)
بدور (لأدهم) :
أما الفرح ده مطلقا ما لذنيش
وأم العروسة قاعدة زي الكديش
حسنة :
ما حد في النسوان منهم يشبهك
ومن الحسد حتى العروسة تكرهك
أمين :
يه! دي بدور! أما عجايب! جت منين؟!
يا هلترى كانت مع الخدامة فين؟
أدهم (لبدور) :
أما أنا اتغيرت من أفعالكي
لكن لمين يا هلترى راح أشتكي؟!
فضلت بالمعروف أمازج والأدب
وانتي تغميني كدا من غير سبب؟!
بدك أحوش قلبي واغير نيتي
وتضيع فيكي يا بدور تربيتي؟!
وبعدما أصرف على شانك ألوف
يصبح بغيري يا بدور قلبك يلوف؟!
بدور :
الشر برا شفت لي غير نديم
ليه مش أنا برضي على العهد القديم؟!
أحلف واتقطع وأقول في دمتي
ما حد له غيرك مكان في مهجتي
اليوم مش بكرة أريد أجوزك
وزي عينيا الملاح أعززك
أدهم (لأمين) :
اسمع كلامها تلتقي أن القول غير
أمين (لبدور) :
يبقا أنت ما كنتيش هنا في بيت نصير؟!
مش انتي احكيتي لأختك عندنه
إنك على دلحال من مدة سنة؟!
بدور :
إيش دالكلام الكدب؟! مين له يستمع؟!
واللي يقوله لي لسانه ينقطع!
المنظر العاشر (ظريفة ونصير وبدور وأدهم وأمين والمعاون والمأذون وحسنة وإبراهيم)
ظريفة (لأختها) :
يا ختي أنا من حضرتك أرجو السماح
أهل السماح يا بختهم دول من ملاح
غلبت صابرة والمقدر دلني
بعدين على حيلة على اللي ذلني
وملكت أغراضي وعني الكرب زال
وبدلت وش القرد بعيون الغزال (وتقول لأمين):
أما انت مش لازم لمثلك اعتذار
ما دام يكون لك من فعالي اعتبار
وحكمة المولى لها حق الوجوب
في ارتباط الناس وتوليف القلوب
وانا رأيت من عين صحيحة إننا
في العيش ما نوافقش مطلق بعضنا
فقلت بالأولى أشوف غيرك بقه
حيث المعيشة مش معانا موفقه
نصير (لأمين) :
أما أنا مجدي وفخري والمقام
يكون من إيدك لإيدي الاستلام
أدهم (لأمين) :
باللطف اشربها هنيا يا بطل!
أبرد عليك من تلج وأحلا من عسل!
لكن أفعالك سبب في وكستك
والخوض في الأعراض سبب في عكستك
تستاهل اللي حل بك يا سي أمين
ولا تلاقيلك نصير ولا معين
حسنة :
الندل أهو برضه إن صغر ولا كبر
خليه يقاسي الذل إياك يعتبر!
بدور :
صعبان عليا جرسته في دي البلد
لكن أعمل إيه أهو سهمه نفد
إبراهيم :
أهو عليه مكتوب تطلع له قرون
راح يعمل إيه لما حكم طبعه حرون؟!
أمين (يفوق من دهشته ويقول) :
دا مستحيل اني من الدهشة أفوق
ولا يعود عقلي عليا أو أروق
من كان يظن ان القرود مستحضرة
تعفرت الإنسان في صورة مرة
آمنت يا ربي يقين إن النسه
كلك على الإطلاق حجارة مجبسة
مين كان ياخد له عقيدة من مرة
يعيش بطول العمر كله معيرة
أدهم :
يكفا بقا، يالله لبيتي كلكم
ولا نجي يا نصير جميعا عندكم
خلوه في حاله وبكرة نحضره
ونزيل من فكره بقا اللي كدره
حسنة (للجالسين) :
وانتو كمان اللي تكون به وسوسة
يجي حدانا نعلمه في المدرسة
Bilinmeyen sayfa