ولكنني أبدا أبدا لم أقرأ شيئا لا عن مجلس الوزراء، ولا عن النائب العام ولا عن أي جهة قضائية أو حجر صحي أو إدارة صادرات أو واردات عن اسم ذلك الجاني الغريب الذي تعاقد وشحن وجلب اللبن المشع القاتل، ولا يجرؤ أحد على إعلان اسمه، بل بدلا من هذا يقومون نيابة عنه بنفي التهمة كلية، وإبرائه من تهمة إدخال مواد قاتلة على هيئة غذاء للأطفال، كانت العلبة الواحدة منه كفيلة على الأقل بقتل طفل، أي تهمة الشروع في قتل 26 ألف طفل مصري بريء بسبق إصرار ووعي وترصد.
وأغلب ظني أني لن أقرأ اسم هذا المستورد ما دام مجلس الوزراء - بجلالة قدره - قد برأه، وأنكر وجوده، وأنكر أصلا أصلا وجود جسم الجريمة، وكأن جريمة كبرى لم تكن قد تمت أركانها جميعا بحيث إن أقل عقاب لمرتكبها كان لا بد أن يكون السجن المؤبد إن لم يكن الإعدام.
أجل، أيها القراء الأعزاء.
إن الذي قام بهذه الجريمة مصري عنده طاقية إخفاء باتعة الأثر، بحيث قام بكل ما قام به أمام سمع وبصر مجلس الوزراء وجميع أجهزة الدولة، دون أن يراه أو يعرفه أو سمع عنه أحد.
هل تفعلون مثلي وتموتون من الضحك؟
أم تموتون كمدا؟ •••
اختاروا أيا من الطريقتين، فكلتاهما أهون بكثير من الموت بالإشعاع السرطاني، وفي كل الحالات ستموتون دون أن تعرفوا أبدا اسم ذلك المجرم القاتل الذي لا يريد أحد أن يفصح عن اسمه.
إني أتحدى أجهزة الدولة بكافة مستوياتها أن تعلن اسمه وصفته؛ إذ يبدو أنه أقوى كثيرا من أجهزة الدولة.
المندوب الغائب
ولا أقصد بهذا، المندوب الغائب، بعض الرؤساء المسلمين الذين لم يحضروا المؤتمر.
Bilinmeyen sayfa