Tarih Boyunca Faziletli Şehir

Atiyat Ebu Suud d. 1450 AH
186

Tarih Boyunca Faziletli Şehir

المدينة الفاضلة عبر التاريخ

Türler

بمهمة حكم البلاد، وهؤلاء لا يحصلون على مراكزهم بالانتخاب أو بالوراثة، وإنما هم مجموعة من «النبلاء المتطوعين».

وتكمن السلطة الحقيقية بأكملها في أيدي الساموراي. فجميع المعلمين وعمداء الكليات، والقضاة والمحامين، والموظفين الممتازين، وكل رجال الطب، والمشرعين يجب أن يكونوا من الساموراي، وكل اللجان التنفيذية التي تلعب دورا مهما في إدارة شئون المجتمع تختار منهم وحدهم بطريقة القرعة. والساموراي متطوعون، «وأي شاب ذكي في حالة صحية جيدة، وفي أي سن بعد الخامسة والعشرين، يمكنه أن يصبح واحدا من الساموراي، وأن يشارك بدوره في الحكم العام.» ويجب على الساموراي أن يكون لديهم الاستعداد والقدرة على اتباع القاعدة «للتحكم في الدوافع والانفعالات، وتنمية العادات الأخلاقية الحميدة، ومساندة الإنسان في فترات الإحساس بالقهر، والتعب، والغواية، وتحقيق الحد الأقصى من التعاون بين أصحاب النوايا الطيبة، وتوفير الصحة والكفاءة المعنوية والبدنية لجميع الساموراي.»

وتتكون القاعدة المذكورة من ثلاثة أجزاء، فهناك قائمة بالكفاءات ومنها اجتياز الاختبارات التي تضعها الكليات كدليل على وضوح الهدف والتصميم عليه، وضبط النفس والطاعة. وهناك قائمة بالأشياء التي يجب تجنبها، وقائمة بالأشياء التي يجب فعلها، وتحظر بعض المتع البسيطة التي لا تجلب ضررا شديدا، وذلك لتحاشي الانغماس في الملذات. ويتحتم على الساموراي أن يسيروا على نظام غذائي محدد، وأن يبتعدوا عن التدخين والمشروبات الكحولية أو المخدرات. ويحرم عليهم العمل بالتجارة التي تنمي فيهم صفات منافية للحياة الإنسانية والاجتماعية، كما يمنعون أيضا من التمثيل أو سرد القصص؛ لأنها تضعف الروح. وعليهم ألا يكونوا خدما أو يحتفظوا بالخدم، وألا يراهنوا أو يشاركوا في الألعاب الرياضية أو يشاهدوها. وهناك قاعدة للعفة، ولكنها ليست قاعدة للعزوبة، فالزواج بين أشخاص متكافئين هو واجب ملقى على أكتاف الساموراي نحو جنسهم، ولكن إذا أحب الساموراي امرأة لا تنتمي إلى طبقته، فإما أن يترك الساموراي ليتزوجها، وإما أن يقنعها بقبول القاعدة الملزمة للمرأة. والجزء المخصص من القاعدة للأمور الواجبة على الساموراي يفرض عليهم أن يعيشوا حياة بسيطة، بل حياة أسبرطية خشنة، كما يفرض عليهم بعض الواجبات المحددة، مثل القراءة في كتاب الساموراي لمدة عشر دقائق على الأقل يوميا، وذلك «لحثهم على التعاطف مع غيرهم، وحمايتهم من كل أنواع التبلد الجسدي والعقلي وسيطرة المشاغل والاهتمامات غير الاجتماعية على اختلاف أنواعها عليهم. ويتحتم على الساموراي في كل عام أن يخرجوا لمدة أسبوع إلى الجبال والغابات، أو إلى أي مكان ناء ينامون فيه تحت السماء المفتوحة، ويجب عليهم أن يذهبوا إلى هناك دون كتب ولا أسلحة ولا أقلام أو أوراق أو نقود.» وبذلك يعودون من رحلتهم وقد تزودوا بالقوة الروحية والجسدية.

ولا يتسع المقام لوصف الجوانب الأخرى من «يوتوبيا حديثة»، كنظام التعليم، والمناطق الصناعية والمدن الرئيسية، والتغييرات التي طرأت على العمارة والتصميم الصناعي، والتأليف بين الحضارات والأجناس المختلفة في دولة عالمية واحدة. والملاحظ أن ولز يقدم في جميع هذه الموضوعات اقتراحات طريفة دون أن يحاول فرض حل «وحيد ونهائي»، كما فعل قبله كثير من الكتاب اليوتوبيين. والحق أن يوتوبياه ليست سكونية أو جامدة، بل تعترف باليوتوبيات الأخرى، كما تقول في سطورها الختامية: «سوف تظهر يوتوبيات كثيرة، وسيكون لكل جيل يوتوبياه الخاصة به، وستكون أكثر يقينا وكمالا وواقعية، كما تزداد المشاكل التي تعالجها التصاقا بمشاكل الكينونة المنخرطة في الصيرورة، حتى تنبثق في النهاية من الأحلام يوتوبيات هي في صميمها خطط وتصورات عملية، وينشغل العالم كله بتشكيل الدولة العالمية النهائية، هذه الدولة العالمية العادلة العظيمة المثمرة، التي لن تقتصر على أن تكون يوتوبيا فحسب، لأنها ستكون هي هذا العالم ذاته.»

وقد حقق ه. ج. ولز نفسه هذه النبوءة عندما قدم يوتوبيا أخرى هي «بشر كالآلهة»، التي كتبت في شكل رواية عاطفية، وتخلى فيها عن كثير من الاعتبارات العلمية التي قدمها في كتابه السابق. لقد قال في «يوتوبيا حديثة»: «لو كنا نملك حرية التصرف في رغباتنا بغير عائق، لكان علينا فيما أعتقد أن نتبع موريس إلى «لا مكانه»، ولوجب علينا أن نغير طبيعة الإنسان وطبيعة الأشياء معا، وأن نحول الجنس البشري كله إلى حكماء متسامحين، نبلاء، كاملين، فنلوح بأيدينا للفوضى الرائعة التي تجعل كل إنسان يتصرف كما يحب، ولا تحبب أي إنسان في أفعال الشر، وبذلك نحيا في عالم خير منسجم مع طبيعته الأساسية الخيرة، عالم ناضج ومشمس كالعالم قبل السقوط.» والواقع أن «بشر كالآلهة» تعد بمنزلة «أخبار من لا مكان» كتبها ولز. صحيح أنها «لا مكان» أكثر علمية وانضباطا من أن يقبله ذوق موريس، إلا أنه قد تخلص أيضا من قدر كبير من البيروقراطية والإكراه والإلزام الأخلاقي الذي يغلب على «يوتوبيا حديثة».

وتقع يوتوبيا «بشر كالآلهة» أيضا في كوكب آخر شبيه بكوكبنا، وهو عالم توأم لعالمنا، وإن يكن متقدما عليه قليلا من الناحية الزمنية، كما أنه على خلاف «يوتوبيا حديثة» يخلو تماما من حكومة مركزية. «وليس فيه مجلس أو مكتب يصدر القرار الأخير في حالات العمل الجماعي الموجه للمصلحة العامة ... ولا توجد فيه سيادة ولا سلطة نهائية، ولا تركيز للسلطة ... لقد وجد كل هذا في الماضي، ولكنه انصهر منذ وقت طويل في الجسد العام للمجتمع. والشعب هو الذي يتخذ القرارات في أي شأن من الشئون الخاصة، لأنه هو الأعلم بحقيقته. وليست هناك قوانين بالصورة التي نعرفها، ولا توجد سلطة لوضعها موضع التنفيذ. وإذا رفض أي شخص أن يلتزم بالتعليمات الخاصة بالصحة العامة مثلا، فلن يفرض عليه تنفيذها، وإذا أجري تحقيق معه عن السبب في عدم التزامه بها، فربما يجد المحققون عذرا استثنائيا، وإذا لم يتوصلوا لشيء فيمكن إجراء فحص لقواه العقلية وحالته الصحية والأخلاقية.»

وطبقة الساموراي الحاكمة ليس لها نظير في هذه اليوتوبيا، حيث جميع الناس بنفس الحقوق والواجبات، وحيث اختفت الملكية التي كانت تعتبر فيما سبق أساسية لقيام الحرية: «إن جميع الأنشطة في عالمنا، كما يقول الناطق بلسان يوتوبيا، تتآزر لضمان الحرية العامة. ولدينا عدد من أصحاب العقول الذكية الذين يهتمون بدراسة النفسية العامة للجنس البشري، والتأثير المتبادل بين الوظائف الجماعية.»

قال واحد من أبناء الأرض: «ألا تمثل تلك المجموعة من أصحاب العقول طبقة حاكمة؟»

قال اليوتوبي: «ليس بالمعنى الذي يفهم منه أنهم يمارسون أي سلطة استبدادية، إنهم يتعاملون مع العلاقات العامة، وهذا هو كل شيء. ولكنهم لا يحتلون لهذا السبب مستوى أرفع، فليس لهم أولوية على غيرهم إلا بقدر ما يكون للفيلسوف من أولوية على العالم المتخصص.

وقد وجدنا في النهاية أن الملكية الخاصة لكل شيء - باستثناء الأشياء الشخصية جدا - مزعجة إزعاجا لا يطاق للجنس البشري، ولهذا تخلصنا منها تماما. والفنان أو العالم لهما مطلق التصرف في المواد التي يحتاجان إليها. ونحن جميعا نمتلك أدواتنا وأجهزتنا ولدينا غرف وأماكن مخصصة لنا، ولكن ليست هناك ملكية للتجارة أو البورصة، لقد تم التخلص من كل أنواع الملكية القائمة على المنافسة والمناورة.»

Bilinmeyen sayfa