Tarih Boyunca Faziletli Şehir
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
Türler
إن الأمور تقتضي إعادة هؤلاء الأجلاف الأفظاظ إلى العقل. فهم يعارضون التأميم - أو استيعاب النظام التعاوني كما يسمى رسميا - لأدواتهم الخاصة في الإنتاج، ولممتلكاتهم من الأراضي الزراعية، والبيوت، وقطعان الماشية، وخزين المزارع وما شابه ذلك. والمالك الصغير في الريف يصر على البقاء في مكانه، والتشبث بما حصل عليه، على الرغم من كل ما يمكن أن تقوله له عن الشقاء الذي يعانيه من مطلع الشمس إلى مغربها. ومن الممكن ترك هذا النوع من الناس حيث هم، ولكن المشكلة هي أن هذا يسبب الإرباك الشديد للخطة الكبيرة الموضوعة لتنظيم الإنتاج. ومن ثم لا يبقى مفر من استخدام القوة لإجبار هؤلاء الناس ذوي الأدمغة المتصلبة على معرفة مصلحتهم.
لا شك في أنه كان من الأفضل لو أن هذه التنظيمات - التي صدرت مؤخرا - قد أعلنت منذ البداية. فهي تقضي الآن بألا يغادر أحد مكان إقامته بصفة مؤقتة دون الحصول على إذن بالغياب، وألا ينتقل أحد من محل إقامته بصفة دائمة بغير موافقة الجهات العليا. والمقصود من كل ذلك بطبيعة الحال أن تظل برلين هي العاصمة التي تجتذب إليها الزوار، ولا يجوز أن يأتي إليها الناس وينصرفوا عنها كما يحلو لهم، بل يجب أن تنظم هذه الزيارات، كما بينت جريدة «إلى الأمام» ببساطة ووضوح، بطريقة تتفق مع خطط الحكومة وحساباتها الدقيقة. إن الدولة الاشتراكية، أو الجماعة كما نقول الآن، جادة كل الجد في إلزام جميع الناس بالعمل، وهي لهذا مصممة تمام التصميم على عدم السماح بأي تشرد من أي نوع، ولا حتى بالتشرد في عربات السكك الحديدية.
المساكن الجديدة
أجريت القرعة العامة على المساكن الجديدة، وأصبحنا الآن نمتلك بيتنا الجديد، ولكن لا يمكنني القول بأن وضعنا قد تسحن. فقد اعتدنا على العيش في الناحية الغربية الجنوبية من الطابق الثالث الذي يقع في الجانب الأمامي للمنزل، والغريب حقا أن المسكن الذي صار من نصيبنا يقع في نفس المبنى، ولكن في الجانب الخلفي من المنزل، وبالتحديد في الساحة الخلفية، كما يقع أيضا في الطابع الثالث. كانت صدمة شديدة لزوجتي، فبعد أن تخلت عن فكرة السكن في فيلا صغيرة، ظلت متعلقة بالأمل في الحصول على عدة غرف نظيفة في شقة أنيقة.
وفي بداية النظام الجديد، كما ذكرنا من قبل، وجد أن هناك حجرة تحت تصرف السلطات. وقد تبقى منها، بعد خصم العدد المطلوب للمؤسسات العامة المختلفة، ستمائة ألف حجرة صغيرة، يضاف إليها عدة مئات الألوف من المطابخ (التي تم الاستغناء عنها الآن) والغرف الواقعة على أسطح البيوت. ولما كان العدد الإجمالي للمحتاجين إلى المساكن يبلغ مليون شخص، فإن المساحة التي أمكن تخصيصها لكل واحد منهم هي حوالي غرفة واحدة لكل رأس. ولضمان النزاهة الكاملة في توزيع هذه الغرف، تم توزيعها عن طريق القرعة، بحيث تسلم كل شخص من سن الحادية والعشرين حتى الخامسة والستين، وبصرف النظر عن الجنس، تذكرة اقتراع. والواقع أن نظام سحب التذاكر هو الطريقة المثلى لتحقيق مبدأ المساواة حيثما وجد عدم تكافؤ في الفرص المتاحة. وقد أدخل الديمقواطيون الاشتراكيون في برلين نظام السحب هذا لتوزيع المقاعد في المسارح.
مطاعم الدولة الجديدة
كان إنجازا رائعا حقا أن يفتتح اليوم في وقت واحد في برلين ألف مطعم من مطاعم الدولة التي يتسع كل واحد منها لألف شخص. صحيح أن أولئك الذين تخيلوا أنها ستقدم وجبات كاملة
22
شبيهة بتلك التي كانت تقدم في الفنادق الكبرى في الأيام الخوالي، وكانت تستمتع بها الطبقة العليا الذواقة لكل ما هو ممتع في فن الطبخ، أولئك الذين تخيلوا ذلك قد شعروا دون شك بغير قليل من خيبة الأمل. والواقع أنه ليس لدينا هنا بطبيعة الحال أي نادل متأنق من ذوي السترات المفتوحة من الخلف، ولا قوائم للطعام يبلغ طولها ياردة كاملة، ولا أي مظاهر من هذا القبيل.
لقد حسب حساب كل شيء في مطاعم الدولة حتى أدق التفاصيل. ولا يجوز فيها تفضيل أي شخص على أي شخص آخر، كما لا يسمح للإنسان بالتنقل بينها حسبما يشاء. فكل شخص له الحق في تناول غدائه في مطعم الحي الذي يقع فيه مسكنه. وتقدم الوجبة الرئيسية كل يوم بين الساعة الثانية عشرة ظهرا والسادسة مساء، وعلى كل شخص أن يثبت وجوده في مطعم الحي، إما وقت الراحة في منتصف النهار وإما في نهاية اليوم.
Bilinmeyen sayfa