Tarih Boyunca Faziletli Şehir
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
Türler
ولا محامون ظالمون، ولا ملاك أراض قساة القلوب، ولا أي شيء من هذا القبيل في كل هذا الجبل المقدس للرب غير الاستقامة والسلام؛ لأن القانون العادل سيكون هو القاعدة التي يهتدي بها كل إنسان، وسيكون هو القاضي الذي يحكم على كل أعمال البشر.
ومعنى هذا أن العالم بأجمعه سيصبح أسرة واحدة ضخمة: «هذا الحكم الصحيح للحكومة الصحيحة، إذا روعي بالطريقة التي وصفناها، سيجعل البلاد كلها، بل الأرض بأسرها، أسرة واحدة للجنس البشري، وكومنولث واحدا تحكمه حكومة صالحة، تماما كما سميت إسرائيل ببيت إسرائيل الواحد، على الرغم من أنها كانت تتألف من العديد من القبائل والأسر والعشائر.»
وأخيرا فإن «قانون الحرية» يمثل نهاية نشاط ونستنلي الأدبي والسياسي الذي كان نشاطا مكثفا على الرغم من قصر عمره. ولا بد أنه استقبل استقبالا ناجحا عند صدوره ، لأنه طبع طبعة ثانية بعد ظهوره بقليل، كما اعتدي عليه بالانتحال أو السرقة كما حدث مع معظم كتبه الأخرى. ولكن رسالة ونستنلي فقدت معناها بعد رجوع الملكية والاستعباد النهائي للطبقة العاملة الإنجليزية، كما تجاهل كتبه المؤرخون والمفكرون الاجتماعيون على حد سواء. وكان لا بد من الانتظار إلى أوائل هذا القرن حتى تظهر دراسة شاملة لكتاباته ونشاطه المتعدد الجوانب، وهي الدراسة التي قام بها ل. ه. بيرنز
L. H. Berns
بعنوان «حركة الحفارين في أيام الكومنولث». ثم ظهرت بعد هذه الدراسة مختارات من أعماله في إنجلترا، كما صدرت الطبعة الكاملة في أمريكا وقد احتج «بيرنز» على التجاهل الذي عانى منه ونستنلي وما يزال مستمرا إلى اليوم بقوله: إن القراءة المتأنية «لقانون الحرية» قد أقنعتنا، كما قوت بحوثنا التالية هذا الاقتناع، بأن ونستنلي كان، بحق، واحدا من أشجع المبشرين الفلسفيين بالعدالة الاجتماعية الذين أهدتهم إنجلترا للعالم وأبعدهم نظرا. ومع ذلك فكم تبتعد الشهرة عن العدل والإنصاف في توزيع حظوظها! لقد ضمنت «يوتوبيا» مور لمؤلفها شهرة عالمية واسعة، فالجميع يتحدثون عنها، حتى ولو لم يقرأوها، في كل بلاد العالم المتمدن. أما يوتوبيا ونستنلي فهي غير معروفة لأبناء وطنه.
هوامش
الفصل الرابع
يوتوبيات عصر التنوير
إذا كانت يوتوبيات الثورة الإنجليزية قد عنيت بالمشكلات الاقتصادية والسياسية، فقد اهتمت يوتوبيات النصف الأخير من القرن الرابع عشر والقرن الثامن عشر، بصورة أساسية، بالقضايا الفلسفية والدينية، واتخذ الأدب اليوتوبي في فرنسا بصفة خاصة معظم أشكاله المتنوعة والأصلية كان لغياب الحرية العقلية تحت سطوة الحكم الملكي المطلق أثره في الكتاب، مما اضطرهم إلى إخفاء آرائهم في شكل روايات خيالية. ولا تدعي أكثر هذه اليوتوبيات أنها مشروعات كاملة لمجتمعات مثالية، لأن التنظيم الاجتماعي فيها لا يعدو أن يكون مجرد تخطيط أولي يمثل الإطار العام لمناقشة آراء حاسمة لا تقبل المهادنة.
كانت التأثيرات الثورية لعصر النهضة والإصلاح الديني قد وجهت انتباه الناس إلى مشكلات الإصلاح الاجتماعي، ولكن مع تدعيم الدول القومية، بروتستانية كانت أو كاثوليكية، أصبح الكلام عن الإصلاح الاجتماعي مضيعة للوقت.
Bilinmeyen sayfa