============================================================
فصل وكذلك انتدب السلطان الملك الصالح صالح بن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون في سنة خمس وخمسين وسبعمائة منعهم من الولاية على شيء من آمور المسلمين، وتقدم ب صرفهم عما بأيديهم، وألزمهم بالشروط العمرية(1)، وكتب بها إلى الجوامع يقرأها الخطباء على المنابر في صلاة الجمعة.
و نفذ أمر الله فيهم، فاقر عيون المؤمنين بذلك.
م في ولاية أخيه السلطان الملك الناصر الحسن بن محمد بن قلاوون الولاية الثانية جدد ما كان قرره أخوه، وأمر بالقبض على من كان خالف أمر الله ورسوله والسلف الصالح، والتضييق عليه وأحيى بذلك أيده الله سنة البي المختار صلى الله عليه وسلم وتضاعفت الأدعية له ولآبائه من المؤمنين.
وجعل النظر في هذه المعضلة للمقر الكريم العالي الرئيسي الكاملي الأميني الوزيري الأصيلي الهينامي ، علم الأعلام بمصر والشام أبي المحاسن يوسف بن الخطيب تقي الدين، فقام فيها أحسن قيام، وحسم مواد الفساد أشد انحسام، فجزى الله من قام في ذلك أحسن الجزاء وجعل جزاءه من (1) الشروط العمرية هي الي أخذها عمر على نصارى الشام حين فتحها وقد وضع شروطها أهل الشام من النصارى أنفسهم، ولم يكلها عليهم عمر ر ضي الله عنه وإنما زاد في آخرها شرطين اثنين هما: أن لا يشتروا أحدا من سبي المسلمين، وأن لا يقتلوا مسلما عمدا.
اما نص تلك الشروط وصيغتها فلك أن تطالعها في أحكام أهل الملل لخلال، وهي من الجامع لمسائل أحمد بتحقيقي في المسألة (رقم 1000) .
سائلا الله عز وجل أن يعيد للاسلام هيبته وبجده وسلطانه على أرضه برحمته بعباده آمين.
Sayfa 75