============================================================
فصل وأما المتوكل(1): فإنه صرف أهل الذمة من الأعمال وغير زيهم في مراكبهم وملابسهم و ذلك أن المباشرين منهم للأعمال كثروا في زمانه وزادوا على الحدا وغلبوا على المسلمين بخدمة أمه وأهله وأقاربه ، وذلك في سنة خمس وثلاثين ومائتين فكانت الأعمال الكبار كلها أو عامتها إليهم في جميع النواحي فكانوا قد أوقعوا في نفس المتوكل من مباشرين المسلمين شيئا، وألهم بين مفرط وخائن.
وعملوا أعمالا بأسماء المسلمين وأسماء بعض الذمة لينفوا التهمة و أوجبوا باسم كل واحد منهم مالا كثيرا.
وعرض على المتوكل فأتى هم، وظن [أن](2) ما أوجبوه من ذلك حقا. وأن المال في جهاقم كما أوجبوه.
ودخل مسلمة بن سعد النصراني على المتوكل، وكان يأنس به ويحاضره فقال: يا أمير المؤمنين آنت في الصحارى والصيد وخلفك معادن الذهب والفضة ومن يشرب في آنية الذهب والفضة ويملأها ذهبا عوضا عن الفاكهة(3).
(1) قال ابن حزم في رسالته في الولاة ، في ذكر ولاية المتوكل : وولي بعد الوائق أخوه : أبوالفضل جعفر بن محمد بن هارون بن محمد، فأقام واليا إلى أن قتل ايلة الأربعاء لأربع خلون لشوال سنة سبع وأربعين ومائتين.
تولى قتله: باغر، ويجن التركيان غدرا في بحلسه، بأمر ابنه المنتصر .
فكانت ولايته خمسة عشر عاما غير شهرين وقتل وهو ابن اننتين وأربعين عاما. أمه أم ولد، اسمها: شجاع، تركية.
(2) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.
(3) انظر إلى بطانة السوء ومن هم على غير دين الإسلام ، كيف يكون -288
Sayfa 37