124

Müslümanların Gerilemesiyle Dünyanın Kaybettiği Şeyler

ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين

Yayıncı

مكتبة الإيمان

Yayın Yeri

المنصورة - مصر

Türler

تخلفهم في صناعة الحرب:
ولم يكن انحطاط المسلمين في العلوم النظرية والحكمية والمدنية فحسب، بل كان هذا الانحطاط عامًا شاملًا، حتى تخلفوا عن أوربا في صناعة الحرب التي كان التركي في الزمن الأخير ابن بجدتها وأبا عذرتها، قد أقرّ بفضلهم وتبريزهم فيها العالم، ولكن سبقتهم أوربا باختراعها وقوة إبداعها وحسن تنظيمها حتى هزمت جيوشها الجيوش العثمانية هزيمة منكرة (سنة ١٧٧٤م) وظهر سبقها في ميدان القتال أيضًا فانتبهت الدولة العثمانية بعض الانتباه، وانتدبت الماهرين الأوربيين لتنظيم الجيش وتربية العساكر، وعُني السلطان سليم الثالث في فجر القرن التاسع عشر بالإصلاح، وكان عصاميًا قد نشأ وتعلم خارج البلاط- خلافًا
لسابقيه- وأنشأ مدارس جديدة وكان يُعلم بنفسه في مدرسة الهندسة، وألف جيشًا على الطراز الحديث، وأدخل تعديلات وتحسينات في النظام السياسي، وقد بلغ الشعب حدًا كبيرًا من الجمود والمحافظة على القديم في كل شيء حتى ثار عليه الجيش القديم واغتاله، وخلفه محمود الثاني الذي حكم من سنة ١٨٠٧ م إلى سنة ١٨٣٩ م، ومن بعده عبد المجيد الأول (١٨٣٩م- ١٨٥١ م) فخلفا سليمًا الثالث في مهمته وتقدمت تركيا بعض التقدم.
قارن هذا الشوط الذي قطعته تركيا الإسلامية في ميدان الرقي والتقدم، بالأشواط التي قطعتها أوربا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر تجد الفرق هائلًا، فلم يكن جريمها في الميدان إلا مسابقة بين سلحفاة وأرنب، إلا أن الأرنب ساهر دائب في عمله، والسلحفاة قد يغلبها النوم وتغفي إغفاءه.

1 / 140