Madarij Tafaqquh al-Hanbali
مدارج تفقه الحنبلي
Yayıncı
دار تكوين للدراسات والأبحاث
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
Türler
والإبهام في اللفظ - سواء كان في جملة أو كلمة مفردة- نسبي؛ فقد يكون مبهمًا لأحد، غير مبهم لآخر.
ومن الإبهامات في اللفظ التي تحتاج إلى بيان:
إطلاق المؤلف الحكم في المسألة بقوله بعدها: (مطلقًا) أو (على الإطلاق)، وهي من العبارات المنتقدة في المتن، لأنها تضع الطالب المبتدئ في حيرة، فلا يدري الإطلاق عمَّاذا؟ .
قال الشيخ الحجاوي في " حواشي التنقيح": (تنبيه: قد أكثر المصنف في هذا الكتاب - أي: التنقيح - من قوله: (مطلقًا) في نحو مائة وستين موضعًا، ولم نر أحدًا سلك هذا المسلك في كثرته غيره، وذلك يحترز به أحيانًا عن لفظة واحدة، أو حكم واحد، وربما يرد عليه غير ما يحترز منه، ولو أتى بذلك مبينًا لكان أحسن وأبين، فإن المبتدئ يقع في حيرة حيث لم يدر الإطلاق عمَّاذا فيحتاج أن يعلم ذلك من خارج، ولم تحصل له الفائدة التامة فلو بيَّن ذلك في الأصل كطريقة الموفق، وغيره من أصحابنا، وغيرهم لكان أولى) (^١).
وأقول: قول العالم: (مطلقًا) ليس منتقدًا على كل حال، بل قد يحتاج إليها الْمُخْتَصِرُ لمتن ما؛ لكونها أخصر من التفصيل، لكن بشرط أن ينبه على ما يستثنى من ذلك الإطلاق، ولاشك كلما خلا المتن من هذه العبارة لكان أحسن وأجود.
ولابد أن يهتم الطالب ببيان كلمة (مطلقًا)، وهي في الغالب مبينة في الشروح، ولا يكاد شارح للمتون الخمسة يتركها.
أمثلة على ذكر (مطلقًا) من بعض المتون:
المثال الأول: قوله في " زاد المستقنع " في آخر كتاب الأيمان: (أو - أي: حلف - على من لا يمتنع بيمينه من سلطان وغيره ففعله حنث مطلقًا).
وهذا الإطلاق يحتاج إلى تبيين، وقد بينه البهوتي بقوله: (سواء فعله
_________
(^١) ص ٣٥.
1 / 49